إستراتيجية جديدة لإصلاح قطاع الشباب: تأطير أفضل وتمكين أوسع

يشهد قطاع الشباب في الجزائر مرحلة جديدة من الإصلاحات العميقة تهدف إلى إعادة هيكلة المؤسسات الشبانية و تعزيز دورها في مرافقة الشباب و تطوير مهاراتهم. هذه الإصلاحات، التي دخلت مراحل متقدمة، تعتمد على مقاربة شاملة تركز على تحسين التأطير، تعزيز قدرات الشباب، و ترسيخ قيم المواطنة، في إطار استراتيجية تستند إلى تشخيص دقيق لواقع القطاع و متطلبات الأجيال الجديدة.
يعد تحسين التأطير داخل المؤسسات الشبانية أحد المحاور الأساسية للإصلاحات الجارية، نظرا للدور المحوري الذي يلعبه المؤطرون في تقديم برامج جذابة و ذات جودة عالية. تواجه العديد من المؤسسات الشبانية نقصا في الكفاءات المتخصصة، مما يؤثر على نوعية النشاطات المقدمة للشباب.
لهذا، تسعى الإصلاحات إلى:
توفير تكوين مستمر للإطارات والمشرفين، لضمان قدرتهم على تصميم و تنفيذ برامج حديثة تتماشى مع تطورات العصر.
تحسين ظروف العمل داخل المؤسسات الشبانية، من خلال تحديث المرافق والتجهيزات، و جعلها أكثر جاذبية واستقطابا.
استحداث آليات تقييم دورية لقياس فعالية التأطير، و تحديد النقائص التي تحتاج إلى معالجة.
هذه التدابير من شأنها أن ترفع من مستوى الأداء داخل المؤسسات الشبانية، و تتيح للشباب فضاءات مؤهلة تمكنهم من الاستفادة القصوى من البرامج و النشاطات المقدمة لهم.
إلى جانب تحسين التأطير، تركز الإصلاحات على تطوير قدرات الشباب و تعزيز مهاراتهم، بهدف تأهيلهم للمشاركة الفعالة في المجتمع، سواء من خلال ريادة الأعمال، أو الانخراط في العمل الجمعوي، أو حتى المشاركة في صنع القرار على المستوى المحلي و الوطني.
ضمن هذا الإطار، تشمل الإصلاحات:
إطلاق برامج تكوين متخصصة في مجالات القيادة، التخطيط، و الإدارة، لتمكين الشباب من أدوات تساعدهم على بناء مسارهم المهني و العملي.
إنشاء منصات تفاعلية رقمية، تسهل على الشباب الوصول إلى المعلومات و الموارد الضرورية لتطوير مشاريعهم الخاصة.
تعزيز الشراكة بين قطاع الشباب و القطاعات الأخرى، مثل التربية و التكوين المهني، لتمكين الشباب من الاستفادة من فضاءات التكوين المتاحة، و إدماجهم في سوق العمل بطريقة أكثر فعالية.
هذه الإجراءات تهدف إلى خلق ديناميكية جديدة في قطاع الشباب، تجعل من المؤسسات الشبانية أكثر من مجرد فضاءات ترفيهية، بل مراكز حقيقية لتكوين و تأهيل الأجيال الصاعدة.
لا تقتصر الإصلاحات في قطاع الشباب على الجوانب التقنية و التكوينية، بل تمتد أيضا إلى البعد القيمي و الثقافي، من خلال العمل على تعزيز روح المواطنة، و ترسيخ الهوية الوطنية، و حماية الشباب من المخاطر الاجتماعية المختلفة.
في هذا السياق، تتضمن الإصلاحات:
تنظيم برامج ثقافية و توعوية تعزز ارتباط الشباب بتاريخهم الوطني، و تحصنهم ضد التيارات الهدامة.
إدراج التربية المدنية في مختلف الأنشطة الشبانية، بهدف غرس القيم الديمقراطية و ثقافة الحوار و التسامح.
إطلاق حملات تحسيسية لمكافحة الآفات الاجتماعية، مثل المخدرات، العنف، و الانحراف، من خلال برامج ميدانية تعتمد على التواصل المباشر مع الشباب.
في سياق هذه الإصلاحات، يتم العمل على إعادة هيكلة المؤسسات الشبانية و جعلها أكثر ديناميكية، حيث كشف وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، خلال زيارته لولاية تيبازة أمس الثلاثاء 18 فيفري، أن الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى:
تنويع النشاطات و البرامج، لجعل المؤسسات الشبانية أكثر جاذبية لمختلف الفئات العمرية.
تحفيز الشراكة مع المجتمع المدني و القطاع الخاص، لخلق فرص جديدة للشباب و تمكينهم من المساهمة الفعلية في التنمية المحلية.
رقمنة الخدمات الشبانية، لضمان وصول الشباب إلى المعلومات و الموارد بطريقة أسرع وأكثر فعالية.
أخيرا أكد الوزير أن هذه الإصلاحات خطوة أساسية نحو بناء قطاع شباني حديث، قادر على الاستجابة لتطلعات الأجيال الجديدة، وإعدادهم لمستقبل أكثر إشراقا. من خلال التركيز على التأطير، التمكين، وتعزيز القيم الوطنية.