تغذية مرضى السكري خلال رمضان : هذا ما تنصح به الأخصائية في التغذية الدكتورة ماعوش

مع اقتراب شهر رمضان، تتغير العادات الغذائية للصائمين، حيث تسود الأطعمة التقليدية الغنية بالسعرات الحرارية. و بينما يستمتع الكثيرون بأطباق مثل البوراك و الشوربات الدسمة، يواجه البعض تحديات خاصة، لا سيما مرضى السكري الذين يحتاجون إلى نظام غذائي متوازن للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.
في هذا السياق، تقدم لنا الدكتورة صبرينة ماعوش، أخصائية تغذية مجموعة من الإرشادات و النصائح لضمان صيام آمن و صحي.
ما هي الخطوة الأولى التي يجب على مريض السكري القيام بها قبل الإفطار؟
قبل الإفطار، يجب على مريض السكري قياس نسبة السكر في الدم لتحديد كيفية كسر الصيام بطريقة صحية. إذا كانت النسبة أقل من واحد غرام، يمكن تناول تمرة واحدة تعادل حوالي ستة غرامات من السكر مع كوب من الماء، أما إذا كانت أعلى فمن الأفضل الاكتفاء بشرب نصف كوب من الماء الفاتر دون أي طعام في البداية.
ما هو الطبق الأول المثالي عند الإفطار؟
الطبق الأول المثالي عند الإفطار يجب أن يكون حساء خفيف مثل شوربة الخضار بدون لحم أو الحريرة شرط أن تكون خالية من اللحوم، و في حال احتوائها على اللحم، يفضل تناوله لاحقا و ليس كطبق أول. كما ينصح بتجنب تناول الحليب أو اللبن في بداية الإفطار، لأن البروتينات التي يحتويان عليها تستغرق وقتا أطول في الهضم، مما قد يؤثر على توازن السكر في الدم خلال الساعات الأولى بعد الإفطار.
بعد الحساء، يأتي دور السلطة التي يفضل أن تحتوي على خمسة أنواع من الخضار بألوان مختلفة مثل الفلفل، الطماطم، الجزر، الشمندر، البصل أو الثوم على شكل قطع وليس مبشورا.
البصل يحتوي على مادة مشابهة للأنسولين تساعد على خفض نسبة السكر في الدم بشكل طبيعي. أما بالنسبة لصلصة السلطة، فمن الأفضل أن تكون مكونة من زيت الزيتون و عصير الليمون مع القليل من الكركم و الكزبرة و بدون ملح، تفاديا لارتفاع ضغط الدم المرتبط بالسكري.
ما هو الطبق الرئيسي المناسب لمريض السكري؟
الطبق الرئيسي لمريض السكري يجب أن يكون متوازنا، فإذا كان غنيا بالخضار يمكن تناول قطعة صغيرة من الخبز و يفضل أن يكون كاملا و مصنوعا بتخمير طبيعي.
البوراك يمكن تناوله لكن مع الطبق الرئيسي فقط لأن عجينته تحتوي على نسبة من السكر، و يفضل ألا يتجاوز مريض السكري قطعتين صغيرتين شرط أن يكون الطبق غنيا بالخضار لتعويض تأثير النشويات. أما إذا كان الطبق يحتوي على عجائن مثل المعكرونة أو الأرز، فمن الأفضل تقسيمه بحيث يكون خمسون بالمئة منه خضار و خمسة و عشرون بالمئة عجائن و خمسة و عشرون بالمئة بروتين مثل اللحم المشوي أو الدجاج أو السمك.
متى يمكن تناول الفواكه؟
الفواكه من المستحسن أن تكون جزءا من وجبة السحور، لأنها تساعد في المحافظة على توازن نسبة السكر في الدم حتى فترة الصيام في اليوم التالي.
كيف يمكن لمريض السكري تناول الحلويات دون تعريض صحته للخطر؟
بالنسبة للحلويات فيجب الانتباه إلى كميتها، حيث تحتوي القطعة الدائرية لـ "زلابية الحمراء" على ما يعادل ست عشرة قطعة سكر، مما يجعل تناولها محفوفا بالمخاطر لمريض السكري، لذا يفضل تناولها مرة واحدة في الأسبوع كحد أقصى و بكميات قليلة جدا.
"قلب اللوز" بدوره يحتوي على نسبة عالية من السكر حيث تعادل القطعة الواحدة منه ثماني قطع سكر. عند تناول الحلويات يجب تجنب الجمع بينها و بين الخبز أو البوراك عند الإفطار، لأن المزج بين السكريات و النشويات يؤدي إلى ارتفاع كبير في نسبة السكر في الدم.
ما هي المشروبات التي يجب على مريض السكري تجنبها؟
المشروبات الغازية ممنوعة تماما لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر و المواد الكيميائية الضارة، و من الأفضل استبدالها بعصائر طبيعية غير محلاة مثل عصير الليمون بالنعناع أو ماء منكه بشرائح الخيار و الليمون.
ما هو السحور المثالي لمريض السكري؟
وجبة السحور مهمة جدا للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم طوال اليوم. من الخيارات الصحية لمريض السكري تناول تمرة أو اثنتين مع كوب من اللبن، أو طبق صغير من الكسكسي المصنوع من القمح الكامل مع اللبن و الخضار لتقليل مؤشر الامتصاص و تأخير ارتفاع السكر في الدم.
يمكن أيضا تناول فاكهة واحدة مثل البطيخ أو البرتقال إلى جانب طبق سلطة خفيفة. لمحبي الكسرة يمكن تناول نصف قطعة فقط، و يفضل تحضيرها بعجنها باليقطين "كابويا الحمراء" أو " القرع الأحمر" بدلا من الماء لأنها تحتوي على مركبات تساعد على خفض نسبة السكر في الدم.
أخيرا، كيف يمكن لمريض السكري الاستفادة من شهر رمضان لتحسين صحته؟
رمضان ليس مجرد شهر للصيام، بل هو فرصة لاعتماد نمط غذائي صحي يساعد على التخلص من السموم المتراكمة في الجسم. يمكن لمريض السكري استغلال هذا الشهر لإعادة ضبط عاداته الغذائية و التحكم بشكل أفضل في مستويات السكر في الدم، مما يتيح له الاستمتاع بصيام آمن دون تعريض صحته للخطر.