سوناطراك وسينوبك توقعان عقدا بقيمة 850 مليون دولار لتطوير حقل حاسي بركان

"هذا العقد يعكس التزامنا بتعزيز شراكاتنا و دفعها نحو آفاق أوسع"، بهذه الكلمات وصف رشيد حشيشي، الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، الاتفاق الجديد المبرم بين المجمع الجزائري و الشركة الصينية سينوبك، و الذي تبلغ قيمته 850 مليون دولار. العقد يهدف إلى تطوير و استغلال المحروقات بحقل حاسي بركان-شمال، و هو مشروع استراتيجي يهدف إلى استقطاب استثمارات أجنبية وفق قانون المحروقات الجديد.

حفل التوقيع جرى يوم أمس 25 فيفري بالجزائر العاصمة، حيث وقع على العقد كل من فريد جطو، نائب الرئيس المكلف بنشاط الاستكشاف و الإنتاج بسوناطراك، وواي سانغ كسو، المدير العام للشركة القابضة الدولية المحدودة للاستثمار التابعة لسينوبك، و ذلك تحت إشراف وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، وب حضور الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، و النائب الأول لرئيس سينوبك، نيو شوانوين، إلى جانب السفير الصيني بالجزائر، دونغ غوانغلي.

يقع محيط حاسي بركان-شمال جنوب غرب حاسي مسعود، على بعد حوالي 80 كلم، و يمتد على مساحة 9700 كيلومتر مربع، ضمن حوض أمقيد مسعود، و يشمل الكتلتين 428 و 429 اللتين تحتويان على احتياطات هامة من الغاز الطبيعي المكثف.

بموجب العقد الموقع، سيتم تنفيذ المشروع وفق آلية تقاسم الإنتاج، حيث تتولى سينوبك تمويل عمليات الاستكشاف بنسبة 100%، و في حال تحقيق نتائج إيجابية، سيتم تقاسم الاستثمارات اللاحقة بنسبة 30% لسوناطراك و 70% لسينوبك، وفق التوضيحات المقدمة خلال حفل التوقيع. و يمتد العقد على مدى 30 سنة، مع إمكانية التمديد لمدة لا تتجاوز عشر سنوات، إذا تم الوفاء بالالتزامات المتفق عليها بين الطرفين.

من جهته، صرح نيو شوانوين، النائب الأول لرئيس سينوبك، أن هذا العقد يمثل "محطة هامة في تطوير القطاع الطاقوي في الجزائر"، مشددا على أن الشركة الصينية تولي اهتماما خاصا بالسوق الجزائرية، خاصة في مجال إنتاج الغاز.

أما السفير الصيني دونغ غوانغلي، فقد أشاد بالعقد المبرم، معتبرا أنه "سيعود بالنفع على الطرفين"، كما نوه بالإصلاحات القانونية التي شهدها قطاع الطاقة في الجزائر، بما في ذلك قانون المحروقات الجديد، الذي يوفر، حسبه، "مناخا استثماريا أكثر جاذبية للشركات الأجنبية".

للتذكير، تنشط شركة سينوبك في الجزائر منذ عام 2002 ضمن شراكة استراتيجية مع سوناطراك، تهدف إلى استرجاع و تثمين المحروقات في مكمن زرزايتين. كما تعد واحدة من الشركات الرائدة عالميا في قطاع الطاقة، بفضل خبرتها العميقة في استكشاف و تطوير المحروقات، و اعتمادها على أحدث التقنيات في عمليات الاستخراج و الإنتاج.