حرائق الغابات في اليابان: الأسوأ منذ ثلاثة عقود تهدد “أوفوناتو”

لا تزال حرائق الغابات التي اندلعت منذ أيام في مدينة "أوفوناتو" اليابانية تواصل انتشارها، و هو أكبر حريق غابات في اليابان منذ ثلاثة عقود، بحسب ما أفاد مسؤولون الاثنين 3 مارس، مخلفة أضرارا واسعة النطاق. و قد أتت النيران حتى الآن على نحو 1800 هكتار من الأراضي، وسط محاولات مكثفة لاحتوائها.
و وفقا لما أوردته هيئة الإذاعة اليابانية "إن إتش كيه"، التهمت الحرائق 400 هكتار إضافي منذ صباح السبت 1 مارس حتى فجر الأحد 2 مارس، بينما بدأت سحب الدخان الكثيف تتجه نحو المناطق السكنية، مما أثار قلق السلطات و السكان على حد سواء.
في ظل استمرار الحريق، سجلت السلطات وفاة شخص واحد، فيما تعرض ما لا يقل عن 84 مبنى لأضرار متفاوتة. و أكد متحدث باسم وكالة إدارة الحرائق و الكوارث في اليابان لوكالة "فرانس برس" أن المساحة التي التهمتها النيران تعد الأكبر منذ حرائق عام 1992، التي دمرت حينها 1030 هكتارا من الغابات.
تواصل فرق الإطفاء جهودها جوا و برا للسيطرة على ألسنة اللهب، حيث استعانت السلطات اليابانية بقوات الدفاع الذاتي التي نشرت طائرات مروحية للمساهمة في عمليات الإخماد. كما أصدرت الحكومة أوامر إجلاء لنحو 16 منطقة متضررة، مما دفع أكثر من 1200 شخص إلى اللجوء للملاجئ المؤقتة. و قال رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا أمام البرلمان إنه “رغم أن الحريق سينتشر لا محالة إلى حد ما، سنتخذ كل الإجراءات الممكنة لضمان عدم تأثر منازل الناس”.
و بحسب البيانات الرسمية، سجلت اليابان 1300 حريق غابات خلال عام 2023، و تركزت معظمها بين شهري فيفري و أفريل، و هي الفترة التي تشهد جفافا في الهواء و زيادة في سرعة الرياح، مما يسهم في انتشار الحرائق بسرعة.
و رغم تراجع حرائق الغابات في السنوات الأخيرة مقارنة بالمستويات القياسية المسجلة خلال سبعينيات القرن الماضي، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية بفعل التغير المناخي يثير مخاوف من تزايد هذه الظاهرة مستقبلا. و تجدر الإشارة إلى أن العام الماضي كان الأكثر حرارة في اليابان منذ بدء تسجيل البيانات.