القروض المصغرة في الجزائر: دعم لأكثر من مليون مستفيد

تجاوز عدد المستفيدين من القروض المصغرة في الجزائر حاجز المليون شخص، وفق ما أعلنته أمس 5 مارس، المديرة العامة للوكالة الوطنية للقرض المصغر سعاد بن جميل، في لقاء مع الإذاعة الجزائرية، و التي أكدت أن هذا الرقم يعكس الدور المتنامي للوكالة في دعم ريادة الأعمال و تشجيع المشاريع الصغرى كرافد أساسي للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية. و أضافت أن الوكالة لا تقتصر على تقديم التمويل، بل توفر أيضا مرافقة متخصصة تشمل التكوين و التأطير لمساعدة المستفيدين على تطوير مشاريع مستدامة.
منذ تأسيسها عام 2004، ساهمت الوكالة، حسب بن جميل، في تمويل و إنشاء أكثر من مليون مؤسسة مصغرة، ما أدى إلى خلق عدد مماثل من مناصب الشغل. و خلال سنة 2024 وحدها، استفاد أكثر من 17 ألف شخص من قروض مصغرة، فيما حصل 24 ألفا آخرون على دورات تكوينية متخصصة تهدف إلى تحسين مهاراتهم في مجالات مثل التسيير المالي، إدارة المشاريع، و التسويق. و أوضحت أن هذه البرامج لا تقتصر على الشباب خريجي الجامعات، بل تشمل أيضا النساء الماكثات في البيت و سكان المناطق النائية، سعيا لتوسيع دائرة المستفيدين و تعزيز الإدماج الاقتصادي.
و أشارت بن جميل إلى أن الوكالة تركز بشكل خاص على تمويل النشاطات الاقتصادية في المناطق الداخلية، حيث تستهدف الفئات ذات الدخل غير الثابت أو المحدود، في خطوة تهدف إلى تقليص البطالة و تعزيز الاستقرار الاجتماعي. كما تتيح للمقاولين الصغار فرصا لتسويق منتجاتهم عبر تنظيم معارض محلية و وطنية، خاصة في مجالات الحرف التقليدية و الصناعات المصغرة، مما يمكنهم من الوصول إلى زبائن جدد و توسيع أسواقهم.
و في إطار مواكبة التحولات الرقمية، كشفت بن جميل عن إطلاق الوكالة لمنصة إلكترونية مجانية تساعد المنتجين الصغار على الترويج لمنتجاتهم، مما يمنحهم فرصة الانفتاح على أسواق أوسع، سواء داخل الجزائر أو خارجها. و أكدت أن هذه المبادرة تعكس وعيا متزايدا بأهمية التجارة الإلكترونية كوسيلة لتوسيع النشاطات الاقتصادية و ضمان استدامتها.
و تتنوع، حسب المسؤولة ذاتها، صيغ التمويل التي توفرها الوكالة وفقا لاحتياجات المستفيدين، حيث تشمل قروضا تصل إلى 100 ألف دينار جزائري لشراء المواد الأولية، متاحة في 49 ولاية، إضافة إلى قروض بقيمة 250 ألف دينار مخصصة لسكان عشر ولايات جنوبية.
كما تقدم تمويلا يصل إلى مليون دينار لإنشاء مشاريع في قطاعات الزراعة، تربية المائيات، الصناعة التقليدية و الخدمات، مع مساهمة رمزية من المستفيد. و أشارت بن جميل إلى أن الوكالة تدرس حاليا إمكانية مراجعة سقف هذه القروض لضمان قدرتها على مواكبة التحديات الجديدة، خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج.
على أرض الواقع، انعكست جهود الوكالة، وفقا لمديرتها العامة، في قصص نجاح كثيرة، لا سيما بين النساء اللواتي استطعن تطوير مشاريع مبتكرة في مختلف أنحاء البلاد. من بينهن امرأة في تيزي وزو تخصصت في تربية الأرانب، وأخرى في باتنة نجحت في زراعة الزعفران، إضافة إلى مجموعة نسائية في الجنوب تعمل في صناعة الجلود و تسويق منتجاتها دوليا.
و ترى بن جميل أن هذه النماذج تعكس الدور المحوري للقروض المصغرة في دعم روح المبادرة و تمكين الأفراد اقتصاديا، ما يسهم في خلق اقتصاد أكثر ديناميكية و استدامة.