الميناء الجاف بتكستار يعود للخدمة.. دعم للتصدير و تخفيف للضغط على الموانئ

أشرف وزير النقل، السعيد سعيود، أمس الثلاثاء 11 مارس، على إعادة فتح الميناء الجاف ببلدية تكستار، المعروف رسميا باسم "منطقة الفسحة"، تحت الرقابة الجمركية لميناء بجاية. و أكد أن هذه الخطوة تأتي تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بوضع الموانئ الجافة في خدمة الموانئ الرئيسية، بهدف تحسين تدفق الصادرات، تخفيف الضغط على الموانئ الوطنية، وتعزيز البنية التحتية اللوجستية.
كما أوضح سعيود أن إعادة تشغيل "منطقة الفسحة" تسهم في تحسين عمليات الشحن و التفريغ، و تقليص الاختناقات في المرافق المينائية، في إطار رؤية شاملة لتطوير منظومة النقل و الخدمات اللوجستية، بما يعزز تنافسية الاقتصاد الوطني.
في نفس السياق، أشار الوزير أن هذا المشروع سيوفر مزايا مباشرة للمتعاملين الاقتصاديين، خصوصا في منطقة الهضاب العليا، من خلال تقليص تكاليف النقل في عمليات التصدير و استيراد المواد الأولية، فضلا عن تعزيز ديناميكية التصدير بفضل ربط المنطقة بشبكة السكك الحديدية، مما يخلق بيئة أعمال أكثر كفاءة وجاذبية.
و خلال زيارته، عاين الوفد الوزاري مرافق "منطقة الفسحة" وشهد عملية تفريغ قطار حاويات قادم من ميناء بجاية، قبل أن ينتقل إلى مركز التصدير التابع لمجمع "كوندور" بالحمادية، حيث أشرف على تصدير شحنة من الأجهزة الكهرومنزلية نحو تونس، الأردن، و اليمن.
تغطي منطقة الفسحة بتكستار مساحة 20 هكتارا، منها 16 هكتارا مستغلة، بسعة تخزين تصل إلى 7 آلاف حاوية، فضلا عن مساحات مخصصة لأنواع مختلفة من السلع. و تتميز بموقعها الاستراتيجي، حيث ترتبط مباشرة بموانئ بجاية، الجزائر العاصمة، و سكيكدة عبر شبكة السكك الحديدية، كما تستفيد من قربها من الطريق السيار شرق-غرب، ما يجعلها منصة مثالية لتعزيز تدفق السلع نحو الأسواق الخارجية.
و في السياق ذاته، كشف وزير التجارة الخارجية و ترقية الصادرات، محمد بوخاري، أن إعادة تشغيل المنطقة سيسهم في تقليص فترات انتظار السفن في عرض البحر قبل تفريغ حمولتها، مما سيحد من تكاليف التأخير و يسرع عمليات الشحن. كما أضاف أن ولاية برج بوعريريج، بفضل بنيتها التحتية و موقعها الجغرافي، أصبحت قطبا لوجستيا محوريا في الجزائر، يربط مختلف المناطق الداخلية بالموانئ الكبرى.
من جهته، أكد سعيود، في ختام زيارته، أن الحكومة تعمل على إعادة فتح مناطق فسحة أخرى عبر الوطن، ضمن استراتيجية متكاملة لتنشيط التجارة الداخلية و الخارجية و تحقيق الاكتفاء الذاتي في الخدمات اللوجستية. كما شدد على أن هذه المنشآت ستبقى تحت إشراف الدولة لضمان تطويرها وفق رؤية تضمن استدامتها و فعاليتها.