الصين توجه ضربة لأمريكا بوقف استيراد الغاز الطبيعي المسال

أوقفت الصين الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة لمدة 40 يوماً، وهو أطول انقطاع في ما يقرب من عامين، حيث أُجبر التجار على إعادة توجيه الشحنات إلى وجهات أخرى لتجنب التعريفات الجمركية التي فرضتها بكين على الوقود فائق التبريد.
يمثل هذا التوقف أطول فترة انقطاع منذ جوان 2023، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها "بلومبرغ"،ولا توجد حالياً أي شحنات غاز أميركية متجهة إلى الصين، وفقاً لبيانات تتبع السفن من شركة التحليلات "كبلر" (Kpler).
و تظهر بيانات تتبع شحنات الغاز المُسال العالمية، أن الصين أوقفت الاستيراد من الولايات المتحدة الأميركية على ضوء حرب الرسوم الجمركية التي شنّها الرئيس دونالد ترامب وردِّ الصين عليها برسوم انتقامية طاولت الغاز المُسال.
وبحسب مصادر تجارية، يعيد المشترون الصينيون، المرتبطون بعقود طويلة الأجل مع المشاريع الأميركية، بيع تلك الشحنات إلى أوروبا. في الوقت ذاته، تتردد الشركات الصينية في إبرام عقود جديدة مع المنشآت الأميركية، مفضلة تأمين إمداداتها من منطقة آسيا والمحيط الهادئ أو الشرق الأوسط.
ولتفادي أي نقص محتمل في مصادر الطاقة، كثّفت بكين جهودها في استكشاف الغاز الطبيعي داخل البلاد، مسجلة زيادة بنسبة 3.7% خلال أول شهرين من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، كما أن توفر بدائل أقل تكلفة، مثل الفحم، والطاقة المتجددة، والغاز المنقول عبر الأنابيب من روسيا، يساهم في تقليل اعتماد الصين على الغاز الطبيعي المسال المشحون بحرًا.
و للإشارة ،تُعد الصين أحد أبرز مستوردي الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، حيث تستورد نحو 400 ألف طن شهريًا، وهي كمية كبيرة، مما يعني أن أي توقف في هذه الواردات قد يُلحق خسائر مالية كبيرة بالشركات الأميركية.