بعد عام ونصف من إطلاقه.. أين وصل مشروع إعادة تأهيل السد الأخضر؟

تسير الجزائر بخطى ثابتة نحو تعزيز الغطاء النباتي و إعادة إحياء السد الأخضر، في إطار برنامج وطني للتشجير يهدف إلى غرس 40 مليون شجيرة بين 2023 و 2025، وفقا لما كشفته راشدي صبرينة، مديرة السد الأخضر و مكافحة التصحر بالمديرية العامة للغابات، فإن الجهود المبذولة أثمرت حتى الآن عن زراعة 31 ألف هكتار، مع تركيز خاص على المناطق التي تضررت جراء حرائق الغابات الأخيرة.
خلال استضافتها في برنامج "ضيف الصباح – Inebgi n- tasebhit" على القناة الإذاعية الثانية، سلطت راشدي الضوء على التعاون بين القطاعين العام و الخاص في إنجاح هذا المشروع. حيث تعهدت مجموعة "فاديركو" بغرس 5 ملايين شجرة بحلول 2030، بينما بادرت "موبيليس" بمشروع لتعويض الفلاحين المتضررين من الحرائق، من خلال غرس 287 ألف شجيرة استفاد منها 148 فلاحا.
ضمن رؤية أوسع، أعلنت راشدي عن مشروع استراتيجي بالتعاون مع "سوناطراك"، يستهدف غرس 423 مليون شجيرة في مختلف أنحاء البلاد. و أكدت أن تنفيذ هذا المشروع سيكون وفق دراسات تقنية دقيقة، تشمل تحديد الأنواع النباتية المناسبة لكل منطقة لضمان استدامة الغطاء النباتي.
على صعيد آخر، كشفت راشدي أن المديرية العامة للغابات تعمل على التحضير المبكر لموسم الحرائق من خلال إعداد المخطط الوطني للحماية من حرائق الغابات، و الذي سيدخل حيز التنفيذ رسميا بين 1 ماي و31 أكتوبر 2025، و يتضمن تدابير استباقية لحماية الثروة الغابية.
فيما يتعلق بإعادة تأهيل السد الأخضر، أكدت المديرة العامة للغابات دخول البرنامج حيز التنفيذ في 29 أكتوبر 2023، مستهدفا استصلاح 300 ألف هكتار عبر 13 ولاية من الهضاب العليا. و تشمل عمليات التشجير أصنافا متنوعة مثل الأشجار المثمرة، النباتات العطرية و الرعوية، التين الشوكي، الزيتون، و الفستق، إضافة إلى أصناف غابية تتلاءم مع الخصائص البيئية لكل منطقة.
و اختتمت راشدي حوارها، بأن هذا المشروع لا يقتصر على البعد البيئي فقط، بل يسعى أيضا إلى تحفيز التنمية الاقتصادية في المناطق المستهدفة. فمن خلال استغلال هذه المساحات في مشاريع زراعية و تنموية، سيتم خلق فرص عمل جديدة لشباب المنطقة، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة و تعزيز الاقتصاد المحلي.