الجزائر تستعد لإطلاق ستة مشاريع جديدة لتحلية مياه البحر بحلول 2026

وفقا لما صرح به محمد إبراهيمي، رئيس دائرة إنجاز المشاريع في الوكالة الوطنية لتحلية المياه، اليوم السبت 22 مارس، تستعد الجزائر لإطلاق مشروع ضخم يتمثل في بناء ست محطات كبرى لتحلية مياه البحر، اعتبارا من عام 2026. هذه المشاريع الجديدة تندرج ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز الأمن المائي و تقليل الاعتماد على المياه الجوفية، وفقا لما أفاد به في حديثه لوكالة الأنباء الجزائرية.
و بحسب المصدر ذاته، فإن المحطات الست التي سيتم إنجازها ستكون موزعة على ولايات سكيكدة، جيجل، تيزي وزو، الشلف، مستغانم و تلمسان، و ستكون طاقة كل محطة 300 ألف متر مكعب يوميا. و أكد إبراهيمي أن هذه المشاريع ستساهم في تزويد العديد من الولايات الداخلية بالمياه الصالحة للشرب، حيث يتم حاليا دراسة إمكانية ربط 18 ولاية بهذه المحطات.
و في السياق ذاته، أشار إبراهيمي إلى أن خيار تحلية مياه البحر أصبح ضروريا لمواجهة التحديات المرتبطة بشح الموارد المائية و التغيرات المناخية. و استنادا إلى ما أكده، فإن هذه الخطوة تندرج ضمن توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي كان قد أعلن خلال زيارته إلى ولاية الطارف في فيفري الماضي عن مشاريع جديدة لتحلية مياه البحر ستنطلق ابتداء من عام 2026.
و بحسب ما ذكره رئيس الجمهورية آنذاك، فإن الدولة تعتزم إنجاز خمسة إلى ستة مشاريع جديدة، بهدف تغطية 62% من الحاجيات الوطنية بالمياه الصالحة للشرب دون الاعتماد على المياه الجوفية، و هو ما أكده إبراهيمي أيضا في تصريحه الأخير.
و فيما يتعلق بالمشاريع التي دخلت حيز التشغيل، أكد إبراهيمي أن الجزائر قامت مؤخرا بتدشين أربع محطات تحلية جديدة في ولايات الطارف (كودية الدراوش)، بومرداس (كاب جنات)، تيبازة (فوكة)، و وهران (الرأس الأبيض)، مضيفا أن كل منشأة من هذه المحطات قادرة على إنتاج 300 ألف متر مكعب يوميا، و بإجمالي تكلفة تقارب 2.4 مليار دولار.
و أشار أيضا إلى أنه من المنتظر أن يتم تدشين محطة مماثلة في بجاية قريبا، و بالتحديد على مستوى منطقة تيغرمت – توجة.
و بحسب ما أوضحه إبراهيمي، فإن تشغيل هذه المشاريع سيؤدي إلى رفع عدد محطات التحلية في الجزائر إلى 19 محطة، و هو ما سيرفع إجمالي القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة من 2.2 مليون متر مكعب يوميا إلى 3.7 مليون متر مكعب يوميا، أي ما يعادل 42% من إجمالي الطلب الوطني على المياه الصالحة للشرب.
و ختم إبراهيمي حديثه بالتأكيد على أن هذه المشاريع تمثل جزءا من رؤية طويلة المدى، تهدف إلى تأمين الموارد المائية للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن التحدي الأكبر الآن هو ضمان إنجاز هذه المشاريع في آجالها المحددة و تحقيق استدامتها لمواكبة الطلب المتزايد على المياه.