الرئيس تبون: الجزائر على مشارف الاكتفاء الذاتي في الغذاء و الماء

"الجزائر تقترب من تحقيق أمنها الغذائي و المائي"، هذا ما أكده رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مشيرا إلى أن البلاد قطعت أشواطا كبيرة نحو الاكتفاء الذاتي، خصوصا في قطاع الفلاحة، حيث من المتوقع أن تحقق الاكتفاء في القمح الصلب خلال العام الجاري. تصريحات الرئيس، التي جاءت خلال لقائه الدوري مع وسائل الإعلام، ليلة أمس 22 مارس، رسمت ملامح استراتيجية تعتمد على تعزيز الإنتاج المحلي، مكافحة المضاربة، و استثمارات كبرى في الأمن الغذائي و المائي، مع توجه واضح نحو تطوير القطاعات الحيوية الأخرى.
في قطاع الفلاحة، شدد تبون على الدور المحوري للفلاحين و المستثمرين المحليين، الذين باتوا يحققون إنجازات غير مسبوقة، ما ساهم في تحسين جودة المنتجات الوطنية و زيادة الإقبال عليها. كما كشف عن خطة لبلوغ الاكتفاء الذاتي في إنتاج الحليب خلال عامين، من خلال مشروع ضخم بالشراكة مع قطر في ولاية أدرار، يركز على تربية الأبقار و إنتاج الألبان.
و في خطوة لدعم الثروة الحيوانية، أعلن الرئيس عن فتح باب استيراد المواشي من دول إفريقية كمالي و النيجر وفق نظام المقايضة، مؤكدا فرض إجراءات صارمة لمنع الممارسات التي تهدد الأمن الغذائي، مثل ذبح النعاج. كما دعا المربين إلى ضبط الأسعار، معتبرا أن ارتفاعها غير مبرر.
أما في مجال الصادرات، فأشاد تبون بتحسن جودة المنتجات الفلاحية بفضل تحرير القطاع من البيروقراطية و تبني تقنيات حديثة. كما شدد على أن محاربة المضاربة بدأت تؤتي ثمارها، في ظل العقوبات الصارمة التي تصل إلى 30 سنة سجن.
على صعيد الموارد المائية، أكد الرئيس أن مشاريع تحلية مياه البحر، و تحويلات المياه بين السدود، و استغلال المياه الجوفية، تمثل حلولا إستراتيجية لتعزيز الأمن المائي في البلاد.
اقتصاديا، تحدث تبون عن انتعاش متوقع مع دخول أكثر من 11 ألف مشروع استثماري حيز الإنتاج. كما أشار إلى أن تحرير استيراد قطع غيار السيارات سيسهم في دعم الصناعة المحلية، و خلق مناصب شغل، و تعزيز القيمة المضافة.
و فيما يتعلق بالموارد الطبيعية، كشف الرئيس أن الجزائر تعمل على تخصيب اليورانيوم بنسبة تتراوح بين 3 و 5% لأغراض مدنية، خاصة في المجال الطبي، مع إمكانية تصديره مستقبلا. و رغم أن الاحتياطات ليست ضخمة، إلا أن الجزائر تبدي استعدادها لعقد شراكات جادة.
في قطاع الطاقة، جدد تبون التزام الجزائر بمضاعفة إنتاج الغاز الطبيعي خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيرا إلى مشروع أنبوب غاز ثالث يربط الجزائر بإيطاليا ثم ألمانيا، لنقل الهيدروجين و الكهرباء التقليدية و المتجددة.
دبلوماسيا، أكد الرئيس تبون متانة الشراكة الجزائرية-الإيطالية، مشيدا بالاستثمارات الإيطالية في مجالات التصنيع و الزراعة. كما أعلن عن افتتاح مقر لمؤسسة "أنريكو ماتيي" في الجزائر، تكريما لصديق الثورة الجزائرية.
أخيرا، و بشأن العلاقات الجزائرية-الإسبانية، أعرب الرئيس عن ارتياحه لعودة المبادلات التجارية إلى طبيعتها، مع استيراد الجزائر جزءا من احتياجاتها من الأغنام من إسبانيا تحسبا لعيد الأضحى المقبل.