إحياء التراث الثقافي: طوابع بريدية جديدة تحتفي بالقندورة، الملحفة و القفطان

أطلقت الجزائر سلسلة طوابع بريدية جديدة مخصصة للزي النسوي الاحتفالي لمنطقة الشرق الجزائري الكبير، و ذلك خلال مراسم أقيمت سهرة أمس 24 مارس بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة. و شهد الحدث حضور وزير الثقافة و الفنون، زهير بللو، و وزير البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية، سيد علي زروقي، إلى جانب شخصيات ثقافية.
يحمل هذا الإصدار الجديد بصمة فنية خاصة، حيث يخلد "القندورة" و "الملحفة" و "القفطان"، و هي أزياء تقليدية نسوية تم إدراجها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في ديسمبر الماضي. و بهذه المناسبة، أكد وزير الثقافة و الفنون أن هذا الحدث يمثل "احتفاء متميزا بهويتنا الثقافية التي تعزز انتماءنا و تبرز أصالة تراثنا".
و أشار بللو إلى أن "تسجيل هذه الأزياء التقليدية في قائمة التراث العالمي لم يكن محض صدفة، بل جاء نتيجة جهود مكثفة تبذلها الجزائر لحماية و تثمين إرثها الثقافي"، مشددا على أن التراث "ليس مجرد ماض يحكى، بل هو جزء من حاضرنا و مستقبلنا، و عنصر أساسي في تعزيز الأمن الثقافي الوطني".
من جهته، ثمن زروقي هذا الإصدار، مشيرا إلى أن "الطابع البريدي ليس مجرد وسيلة توثيق، بل هو سفير يحمل موروثنا إلى العالم"، مؤكدا أن هذه الخطوة تعكس التزام قطاعه بدعم الثقافة الوطنية و نقلها للأجيال القادمة. و أضاف أن تصنيف الأزياء التقليدية الشرقية ضمن التراث الإنساني هو "تكريم عالمي للمرأة الجزائرية و إبداعها، و اعتراف بجمالية و تنوع الهوية الثقافية للبلاد".
و أشار الوزير إلى أن هذه المبادرة تندرج ضمن رؤية وطنية لتعزيز حضور الثقافة الجزائرية عالميا، مذكرا بتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي شدد على أن الثقافة "ليست ترفا، بل سلاح ناعم يحمل هوية الأمة و يدافع عن سيادتها".
و كشفت سهام بوعزارة، مديرة الطوابع البريدية بمؤسسة بريد الجزائر، أن هذا الإصدار جاء باقتراح من وزارة الثقافة و الفنون، و يتضمن ورقة طوابعية من تصميم الفنانة زينب بحري، و ثلاثة طوابع من تصميم الفنانة ياسمينة بوخاري. و ستكون هذه الطوابع متاحة للجمهور في جميع المكاتب البريدية عبر التراب الوطني ابتداء من يوم الأربعاء.
و قد شهد الحفل حضور شخصيات ثقافية و فنية، من بينها رئيس السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري بالنيابة، عمار بن جدة، و المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، مريم شرفي، إضافة إلى فنانين و مهتمين بالتراث.