احياء ذكرى استشهاد العقيدان عميروش وسي الحواس…رمزان خالدان في تاريخ الثورة الجزائرية

يعد العقيدان "عميروش آيت حمودة" و" سي الحواس" من أبرز القادة العسكريين في الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث شكّلا نموذجًا فريدًا في الشجاعة والتضحية من أجل تحرير الوطن، و تشكّل الذكرى الـ 66 لاستشهاد العقيدين فرصةً لتقدير عظمة التضحيات واستذكارها.
وُلد عميروش آيت حمودة في 31 أكتوبر 1926 بتاسافت أوقمون ببلدية إيبودرارن بولاية تيزي وزو، التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني مع اندلاع الثورة عام 1954، وسرعان ما برز كقائد ميداني استثنائي، و في عام 1957، تولى قيادة الولاية الثالثة (منطقة القبائل)، حيث عمل على إعادة هيكلة جيش التحرير وتطوير أساليب المقاومة المسلحة ضد الجيش الفرنسي ،و تدرج في المسؤوليات إلى أن ارتقى إلى رتبة عقيد حيث كان يتميز بالشجاعة و الإيثار.
وُلد أحمد بن عبد الرزاق المعروف باسمه الثوري العقيد سي الحواس سنة 1923، بولاية بسكرة ،بدأ نضاله السياسي في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية قبل أن يلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني عند اندلاع الثورة التحريرية.
انضم إلى جبهة التحرير الوطني وأصبح قائدًا عسكريًا بارزا في الولاية السادسة (الصحراء الجزائرية)، اشتهر بقدرته على قيادة المعارك في أصعب الظروف الصحراوية، حيث نظم عدة هجمات ضد الاحتلال الفرنسي وأثبت كفاءة عالية في استراتيجيات الحرب غير النظامية.
و كان سي الحواس مكلفا بعدة مهام داخل جيش التحرير الوطني قبل أن يسقط في ميدان الشرف بمعية العقيد عميروش خلال اشتباك مع قوات الاحتلال بجبل ثامر في 1959.
و جاء في هذا الإحياء لذكرى العقيدين، تصريح أدلى به حسين عبد الستار، مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، خلال مشاركته في مراسم إحياء ذكرى استشهاد العقيدين عميروش وسي الحواس بولاية المسيلة، حيث مثل وزير المجاهدين وذوي الحقوق في المناسبة.
وأكد عبد الستار ، أن هذه الذكرى تشكل فرصةً لاستحضار تضحيات الشهداء والمجاهدين العظام الذين قدموا أرواحهم في سبيل الاستقلال، مشددًا على أهمية صون الذاكرة الوطنية وترسيخها في وجدان الأجيال القادمة، وذلك عبر ربطهم بتاريخ الثورة التحريرية المجيدة لحمايتهم من محاولات طمس الهوية والتاريخ.