مظاهرات ضخمة أمام البيت الأبيض تندد بحرب الإبادة في غزة و تطالب بوقفها

في صورة تعبر عن حالة من الغضب الشعبي الواسع، تجمع الآلاف من النشطاء الأمريكيين و أبناء الجاليات الفلسطينية، العربية و الإسلامية أمام البيت الأبيض في العاصمة واشنطن يوم أمس 5 افريل، للتنديد بالعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة. هذه التظاهرة التي تعتبر واحدة من الأضخم منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023، لم تكن مجرد رد فعل على الأوضاع في غزة، بل كانت أيضا دعوة قوية لإيقاف الدعم الأمريكي غير المشروط للمستعمر الصهيوني، و الذي يساهم في استمرار الجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
المتظاهرون، الذين جاءوا من مختلف الولايات الأمريكية، رفعوا شعارات تطالب بوقف الحرب على غزة فورا، بالإضافة إلى مطالبات بإنهاء الدعم العسكري و المالي الأمريكي للمستعمر. هؤلاء النشطاء أكدوا أن الحكومة الأمريكية يجب أن تتوقف عن دعم آلة الحرب الصهيونية التي تواصل ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، و أشاروا إلى أن استمرار هذا الدعم يزيد من تفاقم حالة الإبادة الجماعية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.
وسط هذا الغضب، كانت هناك لفتة إنسانية مؤثرة عندما وضع المتظاهرون أحذية أطفال على الطرق المؤدية إلى البيت الأبيض، في إشارة إلى الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا تحت القصف الصهيوني. هذه الصورة الرمزية كانت تعبيرا عن التضامن مع الضحايا من الأطفال، الذين باتوا يشكلون الجزء الأكبر من الضحايا في هذا العدوان.
التظاهرة لم تقتصر على إدانة الهجمات العسكرية فحسب، بل شملت أيضا مطالبات بإطلاق سراح النشطاء و الطلاب الذين تم اعتقالهم بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية. في وقت كان فيه الطلاب يشهدون حملات قمع و ملاحقات من قبل السلطات الأمريكية لمجرد تعبيرهم عن آرائهم المؤيدة للحقوق الفلسطينية.
كما طالب المشاركون بضرورة الضغط على الحكومة الأمريكية من أجل أن تكون طرفا في إيقاف هذه الجرائم، و وقف دعمها العسكري الذي يستغل في تمويل الاحتلال و استمرار الحرب على غزة. و كانت هذه التظاهرة جزءا من سلسلة فعاليات احتجاجية في عدة مدن أمريكية تحت عنوان "يوم التحرك العالمي"، الذي يهدف إلى نشر الوعي حول معاناة الفلسطينيين و يطالب بإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة.
هذا التحرك الجماهيري يظهر التضامن الدولي الواسع مع الشعب الفلسطيني في محنته، و يؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية تهم كل أحرار العالم، في وقت تتواصل فيه الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين، مستهدفة المدنيين بشكل خاص، مع استمرار الحرب التي أودت بحياة أكثر من 165 ألف فلسطيني، بينهم الآلاف من الأطفال و النساء.