أسعار النفط تهوي إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات

لا تزال أسعار النفط تتعرض لهزات عنيفة، لتسجل صباح اليوم الأربعاء 9 أفريل أدنى مستوياتها منذ أكثر من أربع سنوات، وسط مناخ عالمي يسوده التوتر الاقتصادي و التجاري.
في التعاملات المبكرة، نزلت العقود الآجلة لخام برنت إلى 60.69 دولارا للبرميل، بخسارة تجاوزت 3.3%، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 57.22 دولارا، بانخفاض يقارب 4%. و هو أدنى مستوى يسجله الخامان منذ مارس و فيفري 2021.
الهبوط الحاد في الأسعار لم يكن مفاجئا تماما. فمنذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة، و الأسواق تترقب الأسوأ. القرار فتح فصلا جديدا في الحرب التجارية مع الصين، أكبر شريك اقتصادي لأمريكا، و أحد أبرز مستهلكي النفط عالميا.
البيت الأبيض أعلن أن الرسوم الجديدة على الصين ستبلغ 104%، لتدخل حيز التنفيذ فجر اليوم. القرار جاء بعد رفض بكين إلغاء رسومها الانتقامية، و هو ما دفع ترامب للتهديد بالمزيد: رسوم إضافية بنسبة 50% في حال استمرار التعنت الصيني. في المقابل، تعهدت بكين بالتصدي لما وصفته بـ"الابتزاز الأمريكي"، مؤكدة أنها لن ترضخ للضغوط.
المحللة "يي لين"، نائبة رئيس قسم أسواق السلع النفطية في شركة "ريستاد إنرجي"، أعربت عن قلقها قائلة:
"الرد الصيني الحاد يقلص من فرص الوصول إلى اتفاق قريب، مما يزيد من احتمالات دخول الاقتصاد العالمي في ركود."
و أضافت أن الطلب الصيني على النفط قد يتراجع بما يتراوح بين 50 و 100 ألف برميل يوميا في حال استمرار الحرب التجارية، مشيرة في المقابل إلى أن التحفيزات الاقتصادية التي قد تطلقها بكين لتعزيز الاستهلاك الداخلي قد تخفف من وقع الضربة.
ويرى المحللون أن قرار منظمة "أوبك+" الأسبوع الماضي بزيادة الإنتاج بداية من ماي المقبل بنحو 411 ألف برميل يوميا، ليضاعف الضغط على الأسعار، و يعزز مخاوف السوق من حدوث فائض كبير في المعروض مقابل طلب مهدد بالتقلص، قد يساهم في المزيد من الانخفاضات، خاصة في ظل تزايد حالة الترقب بشأن المستقبل القريب للاقتصاد العالمي.
من جهة أخرى، بنك "غولدمان ساكس" خفض توقعاته لأسعار النفط، مشيرا إلى أن خام برنت قد ينخفض إلى 62 دولارا، و خام غرب تكساس إلى 58 دولارا مع نهاية عام 2025، قبل أن يواصل التراجع إلى 55 و 51 دولارا على التوالي بحلول ديسمبر 2026.