الطاقة النظيفة: الدول العربية تتطلع لإنتاج 8 ملايين طن من الهيدروجين بحلول 2030

تطمح الدول العربية، وفقا لتصريحات جمال عيسى اللوغاني، الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، إلى تحقيق قفزة كبيرة في قطاع الطاقة النظيفة في أفق 2030. و صرح اللوغاني في لقاء إذاعي أن الدول العربية على استعداد للوصول إلى إنتاج 8 ملايين طن سنويا من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول سنة 2030، على أن تتضاعف هذه الكمية لتصل إلى 27 مليون طن في عام 2040.
و وفقا للوغاني، هذا التوجه الطموح يأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مصادر طاقة نظيفة على المستوى العالمي، حيث يبرز الهيدروجين منخفض الكربون كحل واعد للحد من الانبعاثات الكربونية. و يمثل هذا التحرك استعداد الدول العربية للاستثمار في هذا القطاع الواعد، خاصة أن هناك توقعات كبيرة لنمو الطلب على الهيدروجين في الأسواق الأوروبية و الآسيوية، التي تربطها روابط حيوية تاريخية مع الدول العربية.
و أشار اللوغاني إلى أن الاستثمارات في هذا المجال لن تقتصر على تلبية احتياجات الأسواق العالمية، بل ستسعى أيضا إلى تلبية الاحتياجات المحلية في بعض الصناعات و قطاع النقل، مع الاستفادة من موارد الطاقة المتجددة المتاحة في المنطقة العربية.
في هذا السياق، أكد إلى أن الدول العربية تمتلك خبرة كبيرة في قطاع الطاقة، ما سيعزز من مكانتها في اقتصاد الهيدروجين العالمي، مع دعم هذه الجهود بالتزاماتها نحو تحقيق أهداف التحول الطاقوي و مكافحة التغير المناخي.
و تجدر الإشارة إلى أن ست دول أعضاء في منظمة "أوابك" قد أكملت إعداد استراتيجياتها الوطنية للهيدروجين، و بدأت في جذب الاستثمارات الفعلية و الشراكات الدولية لتنفيذ مشاريعها في هذا المجال. حتى نهاية عام 2024، تم الإعلان عن نحو 127 مشروعا في قطاع الهيدروجين، بما في ذلك مشاريع كبيرة، بالإضافة إلى البدء في إسناد عقود الهندسة و التوريد و البناء المتعلقة بها.
من المتوقع أن تسهم هذه المبادرات بشكل كبير في تعزيز الدور الريادي للدول العربية في قطاع الطاقة النظيفة، و تحقيق أهدافها الطموحة في إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، مما يفتح آفاقا جديدة لتطوير الاقتصاد الأخضر في المنطقة.