نصرة لغزة.. أحزاب جزائرية تصدر بيانا سياسيا و تدعو للتحرك

نصرة للقضية الفلسطينة، و كموقف سياسي جزائري، اجتمع اليوم السبت 12 أفريل، 16 حزبا جزائريا في تعاضدية عمال البناء بزرالدة، و خرج اللقاء ببيان سياسي قوي يعكس عمق الغضب الشعبي و الرسمي إزاء المجازر المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة.
الاجتماع الذي حضرته أطياف مختلفة من الساحة الحزبية لم يكن مجرد استعراض للمواقف، بل جاء كنداء صارخ ضد ما وصفه الموقعون بـ"جرائم الإبادة" التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، وسط صمت دولي وصفوه بـ"المخزي"، و تواطؤ واضح من قوى استعمارية توفر الغطاء السياسي و العسكري لكيان "لا يعرف غير لغة القتل و الدمار"، استنادا إلى ما جاء في البيان.
إدانة للمجازر و تحميل للمسؤوليات
و شددت الأحزاب الموقعة على التصريح، إدانتها "بأشد العبارات" للجرائم الوحشية التي تطال الأطفال و النساء و المسنين في غزة، و الضفة الغربية و القدس، معتبرة أن الصمت الدولي لا يقل بشاعة عن القصف نفسه. كما حملت الدول الغربية، و في مقدمتها الولايات المتحدة، مسؤولية مباشرة في هذه المجازر بسبب دعمها اللامشروط للاحتلال.
و لم يفت الأحزاب انتقاد الموقف العربي الرسمي، الذي وصفته بـ"المتخلي عن فلسطين"، داعية إلى توحيد المواقف من أجل الضغط على الدول المجاورة، و على رأسها مصر و الأردن لفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية و الطبية.
البيان لم يقتصر على الشجب و الإدانة، بل توجه بنداء للأشقاء الفلسطينيين للانخراط في "مشروع تحرير وطني جامع"، يعيد ترتيب الصفوف و يمنح المقاومة طابعها الوحدوي، في وجه آلة الاحتلال الذي يستهدف كل ما هو فلسطيني دون تمييز.
وفقا للبيان، و في خطوة لافتة، اقترحت الأحزاب سلسلة من المبادرات و الآليات العاجلة، أبرزها تشكيل جبهة سياسية موسعة تضم مختلف الأحزاب و الفعاليات الوطنية لتنسيق الدعم السياسي و الدبلوماسي لفلسطين. كما دعت الشعب الجزائري إلى تعزيز جهوده التضامنية، و المساهمة في حملة وطنية لمقاطعة المنتجات المرتبطة بالاحتلال، و الانخراط في حملات إعلامية لفضح الرواية الصهيونية و تفنيدها.
كما وجهت دعوة مباشرة للسلطات الجزائرية لتكثيف النشاط الدبلوماسي على مستوى الاتحاد الإفريقي و منظمة التعاون الإسلامي و المحافل الدولية، لعزل الكيان الصهيوني و كشف جرائمه، مع الدعوة إلى إطلاق "تيليطون وطني" لجمع التبرعات لفائدة الشعب الفلسطيني و توفير الدعم الإنساني و الطبي.
و في ختام البيان، ثمنت الأحزاب مواقف الدولة الجزائرية، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في دعمه الثابت للقضية الفلسطينية، و دعته إلى مواصلة هذا النهج و التصعيد السياسي و الدبلوماسي في وجه الدول الداعمة للاحتلال. كما حيت كل المبادرات القانونية و الإنسانية المساندة لفلسطين، مؤكدة أن "فلسطين ليست قضية عابرة، بل جوهر الصراع بين الحق و الباطل".
التصريح وقعته أحزاب من مختلف التوجهات السياسية، منها: حركة النهضة، حركة البناء الوطني، حركة مجتمع السلم، تجمع أمل الجزائر، الفجر الجديد، حزب الوسيط السياسي، حزب الحرية و العدالة، جبهة العدالة و التنمية، اتحاد القوى الديمقراطية و الاجتماعية، حزب الكرامة، جبهة الجزائر الجديدة، طلائع الحريات، جبهة الحكم الراشد، جبهة النضال الوطني، حزب التجديد الجزائري، و حزب الشباب.