الصحراء الغربية: البوليساريو تعتبر دعم فرنسا و أمريكا للمغرب تهديدا لمسار السلام

في سياق متصل بالقضية الصحراوية التي ما زالت تشغل الساحة الدولية، أكد محمد سلامة بادي، ممثل جبهة البوليساريو في النمسا و سلوفاكيا، في حديث له مع اليوم الأحد 13 أفريل، أن التطورات الدولية الأخيرة قد تعرقل بشكل كبير الجهود الأممية الرامية إلى إيجاد حل عادل وسلمي لهذه القضية.
و خلال استضافته في برنامج "ضيف الدولية" على إذاعة الجزائر الدولية، أشار بادي إلى أن الاعترافات المتزايدة من بعض الدول الكبرى، مثل فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية، بما يسمى "السيادة الموهومة" للمغرب على الصحراء الغربية، يعقد المفاوضات و يبعد الحلول السلمية. و حول هذا الموضوع، أوضح بادي أن تطورات الوضع منذ صدور آخر قرار لمجلس الأمن في أكتوبر الماضي ما زالت دون التوقعات، و لا تفي بالآمال التي طالما عبرت عنها الأطراف المعنية.
كما أضاف بادي، أن ستيفان دي ميستورا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، واجه تحديات كبيرة في استئناف مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى تسوية سلمية. و لفت إلى أن المغرب، الذي كان من المفترض أن يواجه ضغوطا دولية لامتثال لقرارات الشرعية الدولية، تم تقوية موقفه بدلا من ذلك من خلال رسائل سلبية تعزز موقفه على الساحة الدولية.
و في سياق آخر، اعتبر بادي أن الاعترافات الفرنسية و الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية تأتي في وقت حساس للغاية، مشيرا إلى أن هذه الخطوات من قبل دولتين دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تزيد من تعقيد الوضع و تبعد فرص التوصل إلى سلام عادل في المنطقة. و أكد أن هذه المواقف تخلف أضرارا واضحة على مسار التسوية، و تظهر ازدواجية المعايير في السياسة الدولية.
لم يتردد بادي في التطرق إلى خلفيات هذه المواقف السياسية، موضحا أن الاعتراف الفرنسي جاء على خلفية استثمارات ضخمة تجاوزت قيمتها 10 مليارات دولار في الأراضي المغربية، فيما حصل المغرب على دعم أمريكي في إطار اتفاقيات تطبيع مع الكيان الصهيوني. و اعتبر بادي هذه الخطوات بمثابة "مقايضة مرفوضة" على جميع الأصعدة القانونية و الأخلاقية، مؤكدا أن هذه العملية تشكل تحولا جوهريا في طبيعة العلاقة بين المغرب و إسرائيل، و التي وصفها بأنها "صهينة كاملة للمغرب".
إن تصريحات بادي تأتي في وقت حساس بالنسبة للقضية الصحراوية، حيث يعكس من خلالها ما يعتبره اختلالا في النظام الدولي، الذي يراه قائما على تحقيق مصالح القوى الكبرى على حساب القانون الدولي و حقوق الشعوب.