زهير بللو يعلن عن المواقع الثقافية والطبيعية المرشحة للإدراج ضمن قائمة التراث العالمي في “اليونسكو”

أشرف وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، مساء السبت 12 أفريل، على ندوة علمية خُصصت لعرض نتائج عمل فريق الخبراء بشأن تحيين القائمة التمهيدية للتراث العالمي الخاصة بالجزائر، والتي تم إرسالها إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" خلال الأسبوع الماضي، وذلك في إطار تنفيذ اتفاقية التراث العالمي لسنة 1972.
و وفق بيان وزارة الثقافة ، فقد حضر هذه الندوة الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو، ممثل وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، خبراء و اطارات من المديرية العامة للغابات، وعدد من الإطارات المركزية لوزارة الثقافة والفنون ، ومديري المؤسسات تحت الوصاية والحظائر الثقافية الوطنية، إلى جانب خبراء وباحثين مختصين في التراث الثقافي .
استهل الوزير كلمته بتوجيه تحية تقدير وامتنان إلى كافة الإطارات والخبراء الذين يساهمون في حماية التراث الوطني، مبرزا أهمية الدور الذي تلعبه الكفاءات الجزائرية في هذا المجال ، كما رحب بجميع المشاركين في الندوة، خاصة إطارات وخبراء وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، التي كانت شريكًا فاعلًا في هذا المشروع الوطني الطموح.
كما أعلن، عن إدراج موقعين طبيعيين لأول مرة ضمن القائمة الإرشادية للتراث العالمي، و هذا منذ انضمام الجزائر إلى اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي و الطبيعي سنة 1974، وهما: الحظيرة الوطنية لجرجرة والحظيرة الوطنية للقالة، وهو ما يشكل توازنًا جديدًا بين المكونات الثقافية والطبيعية ضمن هذه القائمة.
وأشار إلى أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا التعاون الوثيق بين وزارتي الثقافة والفلاحة، مؤكدا على توجيهات "يوسف شرفة"، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، التي ساهمت في وضع إطار للشراكة بين القطاعين، مما أفضى إلى نتائج ملموسة في إدراج مواقع ذات أهمية وطنية وعالمية.
كما ثمّن بدوره مساهمة الفاعلين المحليين من جمعيات وخبراء ومختصين في عدد من الولايات، خاصة تمنراست، باتنة، تبسة، الطارف، البويرة وتيزي وزو، عبر الورشات التشاركية التي أثْرت ملفات المواقع المقترحة.
في خطوة تعكس التزام الجهات المعنية بالحفاظ على التراث الوطني، أعلن الوزير عن إعداد خطة عمل وطنية للفترة ما بين 2025 و2029، تهدف إلى تصنيف عدد من المواقع التراثية. وستنطلق هذه الخطة بملف "الأضرحة الملكية للفترة القديمة"، الذي ستُعد صيغته النهائية بالتعاون مع خبراء من منظمة اليونسكو.
كما شدد الوزير على التزام الوزارة بتحديث مخططات تسيير المواقع السبعة المدرجة سابقًا ضمن قائمة التراث العالمي، مع العمل على تطوير آليات للتسيير التشاركي للتراث الثقافي، بما يضمن استدامته الاقتصادية ويعزز من قيمته العلمية والتاريخية على المستوى الدولي.
واختتم كلمته بدعوة وسائل الإعلام الوطنية للانخراط في استراتيجية تواصلية فعالة لترقية التراث العالمي الجزائري، كما وجّه نداءً للكفاءات الجزائرية داخل الوطن وخارجه للمساهمة باقتراحاتهم وخبراتهم في حفظ وتثمين هذا الإرث الحضاري الغني.
تضمنت الندوة العلمية مداخلات لكل من الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو، وممثل وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، ومديرة حفظ التراث الثقافي وترميمه. كما شهدت الندوة تنظيم جلسات تقنية تم خلالها تقديم عروض مفصلة حول المواقع الإحدى عشرة المدرجة في القائمة التمهيدية، والتي أُعدت وفقًا للمبادئ التوجيهية لاتفاقية اليونسكو لعام 1972، و هي :
- موقعين طبعيين : وهما الحظيرة الوطنية لجرجرة (بولايتي تيزي وزو والبويرة والحظيرة الوطنية للقالة (بولاية الطارف)
- موقعين مختلطين طبيعي - ثقافي : وهما تفدست بالحظيرة الثقافية لللأهقار بولاية تامنغست ومنطقة وحات غوفي والقنطرة بولايتي باتنة وبسكرة.
- مشهدين ثقافيين : بندرومة وطرارا بولاية تلمسان ونظام السقي بالغوط بولاية وادي سوف.
و خمسة مواقع ثقافية وهي:
- قصور الاطلس الصحراوي الجزائري بالحظيرة الثقافية للأطلس الصحراوي (بولايات الاغواط، البيض والنعامة)،
- الأضرحة الملكية للفترة القديمة بالجزائر (بولايات : باتنة، قسنطينة، تيبازة، عين تموشنت، تيارت وتامنغست)
- التراث الاثري لمدينة تبسة (بولاية تبسة)
- نظام القلاع بالحظيرة الثقافية لتوات قورارة تديكلت بولايتي : ادرار وتيممون)
- المواقع ومسارات اوغسطية (عبر عدة ولايات بالشرق ووسط البلاد)
و للإشارة، يُعد هذا المشروع خطوة محورية في سبيل حماية التراث الثقافي والطبيعي الجزائري، والتعريف بغناه وتنوعه على الصعيد الدولي، بما يعزز مكانة الجزائر بين الدول الرائدة في مجال صون التراث العالمي.