إسبانيا توافق على تصدير الأغنام الحية إلى الجزائر بدءًا من هذا التاريخ

أعلن موقع "أغرو دياريو" اليوم الأربعاء 16 أفريل ، عن توصل وزارة الزراعة والصيد البحري والتغذية الإسبانية (MAPA) إلى اتفاق مع السلطات الجزائرية يقضي بالسماح بتصدير الأغنام الحية إلى الجزائر عبر البحر، بدءًا من يوم 21 أفريل 2025، وذلك في خطوة وُصفت بالمفصلية، لكنها أثارت ردود فعل غاضبة من داخل القطاع الإسباني لصناعات اللحوم.
وبحسب ما أكده ذات المصدر، فإن التصدير سيكون مقتصرًا على الحيوانات التي تتراوح أعمارها بين 6 و24 شهرًا، ويقتصر الهدف على الذبح، "ومن المرجح أن يستمر حتى عيد الأضحى مطلع جوان المقبل".
و جاء هذا القرار عقب توقيع اتفاق بين وزارة الزراعة الإسبانية والجهات الجزائرية المختصة، يتعلق بإصدار الشهادات الصحية اللازمة لتصدير المواشي، وتم إخطار الرابطة الوطنية لصناعات اللحوم (Anice) بالتطور الجديد، لتبدأ موجة من الانتقادات والتحذيرات داخل القطاع.
أعربت الرابطة الوطنية لصناعات اللحوم (Anice)عن رفضها القاطع للقرار، محذرة من تداعياته على السوق المحلي. وجاء في بيانها:
"هذه الخطوة ستؤدي إلى تراجع في الإمدادات المحلية في وقت يعاني فيه السوق من توترات سعرية كبيرة، خاصة بعد تسجيل تراجع حاد في أعداد رؤوس الأغنام خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة."
و أشارت الرابطة إلى أن هذا القرار سيؤثر سلبًا على القدرة التنافسية لقطاع اللحوم الإسباني، معتبرة أن تصدير الأغنام الحية إلى الجزائر يُضاف إلى سلسلة التحديات التي تواجهها الصناعة، خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ مؤخرًا في حجم الصادرات المماثلة نحو المغرب.
و على الرغم من اعتبار الجزائر سوقًا استراتيجيًا لإسبانيا في تصدير لحوم وأحشاء الأبقار والأغنام، إلا ان رابطة "Anice" أعربت عن قلقها من أن التوجه نحو تصدير الأغنام الحية قد يُقوّض سلسلة القيمة المحلية، موضحة أن هذا القرار ينقل النشاط نحو سوق مضارباتي مؤقت، يعتمد على تجارة الحيوانات الحية، بدلًا من الاستثمار في بناء منظومة إنتاج وطنية متكاملة ومستدامة.
وأضافت أن الجزائر احتلت في عام 2024 المرتبة الثالثة عالميًا من حيث حجم وارداتها من لحوم وأحشاء الأغنام الإسبانية، والثانية من حيث القيمة، كما كانت السوق الأولى خارج الاتحاد الأوروبي، مما يعكس أهميتها الكبيرة، لكنه في الوقت ذاته يبرز مدى خطورة تغيير نمط التصدير في هذا التوقيت الحساس.
انتقدت "Anice" ما اعتبرته تراجعًا عن موقف حكومي كان صارمًا سابقًا في رفض تصدير المواشي الحية لأسباب صحية. حيث صرحت قائلة : "لطالما كان يُنظر إلى تصدير الأغنام الحية إلى الجزائر كخط أحمر صحي بسبب مخاطر الأمراض الحيوانية المعدية التي قد تعود مع السفن. فما الذي تغير الآن؟ ولماذا تم رفع هذا الحظر؟ "
دعت منظمة "أساجا إكستريمادورا"، المختصة في تربية وتسويق الماشية، وزارة الزراعة والثروة الحيوانية الإسبانية إلى الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل تصدير الأغنام إلى الجزائر.
و وفق تقرير نشرته صحيفة "لاراثون"، فقد طالبت المنظمة، التي تمثل حوالي 5000 مربّي ماشية، الوزارة المختصة بالإسراع في إصدار شهادات الصحة العامة المعروفة بـ "ASE"، تمهيدًا لبدء عمليات التصدير نحو السوق الجزائرية.
وللتذكير ، كانت الجزائر قد أعلنت عن رغبتها في استيراد 01 مليون رأس ماشية تحسبا لعيد الأضحى المبارك، من دول اسبانيا ورومانيا، وذلك لمواجهة ارتفاع أسعار الأضاحي، حيث تجاوزت خلال السنة الماضية مستوى 15 مليون سنتيم لرأس غنم.