أرقام مرعبة من غزة: تقرير حكومي يرصد حجم المجازر و الدمار منذ أكتوبر 2023

غزة – أكثر من 62 ألف شهيد و مفقود، بينهم أكثر من 18 ألف طفل و 12,400 امرأة، و دمار طال 165 ألف وحدة سكنية بشكل كامل. هذه ليست أرقاما من كتب التاريخ، بل حصيلة حرب دامية ما تزال تمزق قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. تقرير حكومي فلسطيني صدر حديثا كشف عن أرقام مرعبة تجسد حجم المجازر و الانهيار الإنساني، في ظل استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف البشر والحجر بلا هوادة.
ما بين إبادة جماعية لعائلات بأكملها، و دمار ممنهج للبنى التحتية، و تعطيل شبه كلي لقطاعات التعليم و الصحة، غزة تعيش واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخها الحديث، وفقا لنفس المصدر.
بحسب التقرير الصادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكب الاحتلال الصهيوني أكثر من 12 ألف مجزرة، منها 11,859 مجزرة طالت عائلات بشكل مباشر. و تشير البيانات إلى أن 2,172 عائلة تم القضاء عليها بالكامل، بما مجموعه 6,180 شهيدا، في حين لم يتبق من 5,070 عائلة سوى فرد واحد فقط، بعد استشهاد الغالبية الساحقة من أفرادها.
الطفولة بدورها في غزة لم تمنح فرصة للحياة. التقرير وثق استشهاد 18,000 طفل على الأقل، من بينهم 892 رضيعا لم يتجاوزوا عامهم الأول، و 281 مولودا لم يعيشوا سوى أيام قبل أن تفتك بهم الحرب.
أما الجانب الآخر من المأساة، فيتجسد في 39,400 طفل يعيشون اليوم دون أحد الوالدين أو كلاهما، و 3,500 طفل مهددون بالموت البطيء نتيجة سوء التغذية و انعدام الغذاء.
لم تسلم النساء من هذا الجحيم، إذ سجل التقرير استشهاد 12,400 امرأة، بينما تعيش 14,500 أرملة دون سند، في ظروف معيشية كارثية، وسط انهيار شبه تام في النظام الصحي و الخدمي.
كما استهدف الاحتلال الصهيوني القطاع الصحي بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد 1,402 من الكوادر الطبية، إلى جانب تدمير 38 مستشفى و 81 مركزا صحيا. و استهدفت 144 سيارة إسعاف و 54 مركبة للدفاع المدني. وسجل التقرير إصابة 2.13 مليون شخص بأمراض معدية، منها 71,338 حالة التهاب كبد وبائي، في ظل ظروف صحية متدهورة و نقص حاد في الأدوية و المستلزمات الطبية.
أضاف التقرير حجم خسائر قطاع التعليم و التي تجاوزت كل التوقعات، إذ استشهد 13 ألف طالب و طالبة، إلى جانب 800 معلم و موظف تربوي. و تم تدمير 506 مؤسسة تعليمية بشكل كلي أو جزئي، و خرج 785 ألف طالب من المنظومة التعليمية، بعدما تحولت المدارس إلى ملاجئ أو ركام.
و وثق التقرير استشهاد 211 صحفيا، و استهداف 748 عنصرا من فرق تأمين المساعدات الإنسانية في 157 هجوما مباشرا. كما ارتفع عدد معتقلي غزة في سجون الاحتلال إلى 6,633 معتقلا، من بينهم 362 من الطواقم الطبية و 48 صحفيا، بينما أعدم ثلاثة منهم داخل السجون.
وفقا لنفس المصدر، لم يسلم العمران و التراث من القصف، حيث تم تدمير نحو 165 ألف وحدة سكنية كليا، و 115 ألفا بشكل بالغ، و 200 ألف أخرى جزئيا. كما استهدف 828 مسجدا و 3 كنائس، إلى جانب 224 مقرا حكوميا و 206 مواقع أثرية و تراثية.
و في إطار سياسة الحصار و التجويع، استهدفت القوات الصهيونية 28 تكية للطعام، و 37 مركزا لتوزيع المساعدات، وضيّقت على المناطق الآمنة، التي لم تخصص لها سوى 10% فقط من مساحة قطاع غزة. كما اضطر مليونا مواطن للنزوح، بعضهم يعيش داخل 111 ألف خيمة مهترئة لا تقي حر الصيف و لا برد الشتاء.
اليوم، وسط هذه الكارثة الإنسانية الشاملة، تتواصل الحرب على غزة، في ظل عجز دولي مريب عن وقف نزيف الدم، أو حتى حماية الأطفال و النساء من آلة القتل. الأرقام وحدها باتت تروي قصة مدينة تباد بالكامل على مرأى من العالم.