التضليل الإعلامي: الجزائر تجدد التزامها بمكافحة حروب المعلومات الزائفة في إفريقيا

اليوم الأحد 20 أفريل، و تحديدا داخل قاعات المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، شدد العميد رشدي فتحي موساوي، المدير العام للوثائق و الأمن الخارجي و رئيس إقليم شمال إفريقيا للجنة أجهزة الاستخبارات و الأمن الإفريقية (سيسا)، على أن الجزائر بحكم انتمائها الإفريقي العميق، ستظل في طليعة الجهود الرامية إلى الدفاع عن استقرار القارة في وجه التحديات الجديدة، و على رأسها حملات التضليل الإعلامي.
و جاءت تصريحاته خلال افتتاح أشغال الورشة الإقليمية لمكتب شمال إفريقيا للجنة سيسا، تحت عنوان: "المعلومات المضللة و الأخبار الزائفة و تداعياتها على أمن و استقرار الدول".
و نقل موساوي، في مستهل كلمته، تحيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى المشاركين، مثمنا انعقاد هذه الورشة التي تتناول موضوعا بالغ الحساسية، في لحظة فارقة تمر بها القارة الإفريقية.
و أكد أن "المعركة ضد التضليل الإعلامي ليست مجرد قضية إعلامية بل معركة وجودية لحماية استقرار دولنا الإفريقية"، معتبرا أن مواجهة هذا التهديد لم يعد خيارا، بل مسؤولية تاريخية تفرض التنسيق و العمل المشترك لحماية الشعوب و مؤسساتها.
و في السياق ذاته، أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمة بختة منصوري، أن إفريقيا التي قاومت الاستعمار الكلاسيكي و تواجه الإرهاب، أصبحت اليوم مطالبة بتحصين نفسها ضد أشكال جديدة من الاستعمار، أبرزها الاستعمار المعرفي و الإرباك الإعلامي.
و اعتبرت منصوري أن هذه الورشة تكتسي أهمية خاصة في هذا التوقيت الحرج، مشيدة بإطارها التخصصي الذي يجمع أجهزة الأمن و الاستخبارات لتبادل الرؤى و الخبرات، في ظل تنامي التهديدات غير التقليدية العابرة للحدود، و على رأسها الحروب المعلوماتية و المعرفية.
و قالت في كلمتها: "لقد تحولت المعلومات التي كانت أداة للتنوير و المعرفة إلى سلاح غير تقليدي يستخدم لتفكيك المجتمعات و التأثير على قرارات الدول، و توجيه الرأي العام نحو أجندات مشبوهة تقدم تحت غطاء حرية التعبير و الانفتاح الرقمي".
و أضافت أن إفريقيا أصبحت ساحة نشطة لهذه الحروب الصامتة، خاصة خلال المواعيد الانتخابية، حيث تم رصد حملات تضليل في أكثر من 20 بلدا إفريقيا، هدفت إلى التشكيك في شرعية المؤسسات و بث الانقسام. و أشارت إلى أن المنصات الرقمية تستغل لتشويه الرموز الوطنية و خلق الفوضى، كما حدث في بعض دول الساحل في فترات انتقالية حساسة.
و للإشارة، تمتد أشغال هذه الورشة الإقليمية إلى غاية 22 أفريل، مع هدف إبراز أهمية الإعلام في مواجهة هذه التهديدات، من خلال تسليط الضوء على دوره في التصدي لحملات التضليل، و تقوية التنسيق و التعاون بين أجهزة الأمن و الإعلام عبر القارة، من أجل بناء إفريقيا آمنة، موحدة و مزدهرة.