الجزائر تعرض تراثها الثقافي في المعرض العالمي “أوساكا-كانساي 2025”

في إطار مشاركتها في المعرض العالمي "أوساكا-كانساي 2025" باليابان، تقدم الجزائر تجربة فريدة للزوار، تتيح لهم اكتشاف ثراء تراثها المادي و اللامادي. الجناح الجزائري الذي يمتد على مساحة 440 مترا مربعا، يسلط الضوء على هوية الجزائر الحاملة لتاريخ طويل و ثقافة غنية، و يعرض مجموعة من المعالم السياحية و الثقافية التي تميز تنوع البلاد.
من أبرز المعالم التي يتم عرضها في الجناح، موقع "عين بوشريط" في سطيف، الذي يروي جزءا من تاريخ الجزائر العريق، بالإضافة إلى الرسوم الجدارية الفريدة التي تزين منطقة الطاسيلي، التي تعد أحد أقدم مواقع النقوش الصخرية في العالم.
كما يتم تقديم آثار الفينيقيين و الرومان، بما في ذلك المعالم الإسلامية التي تعكس غنى الحضارة الجزائرية. كل هذه العناصر تعرض بشكل يبرز التقاليد العريقة للبلادو يبرز تنوع حضارتها.
الجزائر لا تقتصر على عرض التراث المادي فحسب، بل تقدم أيضا لمحة عن تراثها اللامادي الذي يمثل روح الثقافة الجزائرية. فالفنون و الحرف التقليدية تتجسد في هذا الجناح من خلال عروض حية تعكس العادات و التقاليد الجزائرية، مما يثبت ارتباط الشعب الجزائري بجذوره الثقافية.
و في خطوة مبتكرة، استخدم الجناح الوسائط السمعية و البصرية الحديثة لعرض التراث الثقافي، حيث تم تصميم شخصية افتراضية للطفلة "نور"، التي تم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
من خلال شاشات تفاعلية، تأخذ "نور" الزوار في جولة تعريفية حول الجزائر، مع خلفية موسيقية تمثل تنوع الأنماط الموسيقية الجزائرية. و لإضفاء طابع تفاعلي، يمكن للزوار أيضا التصويت على الجوانب التي لاقت إعجابهم في مجالات متعددة مثل السكن، الصحة، البيئة، و التعليم.
و تستمر هذه الفعالية التي بدأت في 13 أفريل، حتى 13 أكتوبر. تهدف الجزائر من خلال مشاركتها في هذا المعرض العالمي إلى تقوية حضورها على الساحة الدولية، و فتح آفاق جديدة لبناء شراكات في مجالات متعددة.
كما تعد هذه المشاركة بمثابة خطوة أخرى في سلسلة طويلة من المشاركات الجزائرية في المعارض العالمية، حيث سبق للجزائر أن تواجدت في معارض دولية كبرى في مونتريال (1967)، أوساكا (1970)، اشبيلية (1992)، و لشبونة (1998)، إلى جانب مشاركتها في معارض أخرى مثل سرقسطة 2008، شنغهاي 2010، يوسو 2012، ميلانو 2015، أستانا 2017، و دبي 2020.