التصعيد العسكري بين الهند و باكستان: اشتباكات جوية و قصف متبادل وسط دعوات دولية للتهدئة

الناطق باسم الجيش الباكستاني أعلن، اليوم الأربعاء 7 ماي، عن مقتل ما لا يقل عن 26 مدنيا و إصابة 46 آخرين إثر قصف مدفعي وجوي شنه الجيش الهندي ليلة أمس 6 ماي، على تسع مواقع داخل الأراضي الباكستانية. من بين القتلى، قتل 13 شخصا في قصف استهدف مسجدا بمدينة باهاوالبور، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".
في المقابل، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر هندية رسمية أن 10 أشخاص لقوا حتفهم و أصيب 48 آخرون في قصف باكستاني على الجزء الهندي من كشمير. فيما لم تهدأ الاشتباكات المدفعية عبر الحدود، التي استمرت حتى صباح اليوم.
المواجهة العسكرية لم تقتصر على القصف الأرضي، بل اتسعت لتشمل المعارك الجوية. و زير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، صرح بأن القوات الباكستانية أسقطت خمس طائرات حربية هندية، إلى جانب طائرة بدون طيار. و أكد المتحدث العسكري الجنرال أحمد شريف أن الطائرات التي أسقطت شملت طرازات "رافال"، "سو-30" و "ميغ-29".
وفي الجانب الهندي، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني تأكيده سقوط ثلاث طائرات مقاتلة هندية داخل البلاد لأسباب لا تزال "غامضة"، ما أثار التساؤلات حول مدى جاهزية سلاح الجو الهندي.
الهجوم الأخير جاء عقب قصف جوي شنته القوات الهندية الليلة الماضية استهدف تسع مواقع داخل باكستان، قالت إنها تعود إلى "مسلحين إرهابيين" مسؤولين عن هجوم سابق وقع في 22 أفريل بمنطقة بهلغام التابعة للشطر الهندي من كشمير، و أسفر عن مقتل 26 سائحا، بحسب الخكومة الهندية.
التصعيد لم يتوقف عند حدود الاشتباك العسكري، بل طال المجالين الدبلوماسي و الاقتصادي. الهند قررت تعليق معاهدة "مياه نهر السند"، و طردت دبلوماسيين باكستانيين من نيودلهي، في خطوة اعتبرتها إسلام آباد "استفزازية". و ردت الأخيرة بإجراءات مماثلة، منها تقليص الطاقم الدبلوماسي الهندي، تعليق التبادل التجاري، و إغلاق الأجواء أمام الطائرات الهندية.
في مواجهة هذا التصعيد، توالت مواقف دولية تدعو الطرفين لضبط النفس و تفادي الانزلاق نحو مواجهة أوسع.
الإمارات: دعا وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد إلى التهدئة و تفادي التصعيد، مشددا على أهمية الحوار و الدبلوماسية لضمان استقرار جنوب آسيا.
مصر: عبرت عن قلقها العميق من التطورات، و حثت الجانبين على التهدئة عبر القنوات الدبلوماسية لتجنب تفاقم الأزمة.
روسيا: عبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن "قلق بالغ" تجاه التصعيد العسكري، مؤكدة رفض موسكو للإرهاب و دعوتها لتسوية الخلافات سلميا، استنادا إلى اتفاقية سيملا و إعلان لاهور.
بريطانيا: أعلنت استعدادها للعب دور في خفض التصعيد، و أكد وزير التجارة جوناثان رينولدز أن بلاده مستعدة للمساعدة في جهود التهدئة.
الصين: دعت بكين إلى الحفاظ على الهدوء، معربة عن "أسفها" إزاء الضربات الهندية، و شددت على ضرورة تجنب أي خطوات تزيد الوضع تعقيدا.
الولايات المتحدة: أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في احتواء التصعيد، بينما أجرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اتصالات مع نظيريه في البلدين لحثهما على الحوار.
أستراليا: دعت إلى ضبط النفس، و أكدت أنها تتابع التطورات في كشمير عن كثب، محذرة من تداعيات أي تصعيد جديد.
الأمم المتحدة: دعا الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى التهدئة، مشددا على أن العالم لا يحتمل مواجهة عسكرية جديدة بين الهند و باكستان.