الرئيس تبون: رئاسة الجزائر لآلية التقييم الإفريقية تجسد التزامنا بتحقيق استقرار و ازدهار القارة

من فريتاون، عاصمة سيراليون، و تحديدا في إطار المنتدى الإفريقي الثالث رفيع المستوى للتعاون جنوب–جنوب و التعاون الثلاثي، حضرت الجزائر يوم أمس 7 ماي، بكلمة تحمل رؤيتها و موقفها من مستقبل القارة.
في هذا المحفل القاري، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عبر رسالة رسمية ألقاها نيابة عنه الوزير الأول نذير العرباوي، أن ترؤس الجزائر لمنتدى رؤساء دول و حكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء لا يعد مجرد تتويج دبلوماسي، بل يعكس إرادة سياسية حقيقية للمساهمة في رسم ملامح مستقبل إفريقي قائم على الحوكمة الرشيدة، الشفافية، و التكامل بين دول القارة.
الرئيس تبون سلط الضوء على التحول النوعي الذي شهدته الآلية الإفريقية منذ سنة 2017، بعد توسيع مهامها لتشمل مراقبة تنفيذ أجندة 2063 و خطة التنمية المستدامة 2030. هذه الخطوة فتحت الباب أمام مقاربات جديدة أكثر شمولا و فعالية في معالجة قضايا الحوكمة، وفق منظور إفريقي نابع من الواقع الميداني.
أكثر من ثلاثين مراجعة وطنية جرت بإشراف هذه الآلية، و قدمت خلاصات دقيقة حول تحديات السياسة و الاقتصاد و المساواة و بناء القدرات المؤسساتية. و بحسب الرئيس تبون، فإن هذه الجهود ليست مجرد تقارير بل خطوات فعلية نحو إصلاح حقيقي، يقوده الأفارقة لأنفسهم، من أجل أنفسهم.
و في خضم كلمته، شدد رئيس الجمهورية على الطابع التضامني للمقاربة الإفريقية، مؤكدا أن الآلية تعد نموذجا رائدا في التعاون بين دول الجنوب، لما تحمله من روح تشاركية قائمة على تبادل الخبرات و التقييم المتبادل، ما يعكس طموح القارة في تعزيز الديمقراطية و ترسيخ دولة القانون.
في الختام، و في السياق نفسه، أشار الرئيس تبون إلى مبادرات ملموسة تتولاها الجزائر، مثل برنامج الحوكمة القارية، و مشروع إنشاء وكالة إفريقية للتصنيف الائتماني، و مبادرة Gov-Tech، و هي مشاريع تسعى إلى تحويل أدوات التقييم و التخطيط إلى أدوات للتغيير الواقعي في الميدان.