مجزرة جديدة في غزة: الاحتلال الصهيوني يقصف سوقا شعبيا ومطعما وسط المدينة

في مشهد دموي جديد يعكس بشاعة العدوان المتواصل، ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني مجزرة مروعة في قلب مدينة غزة، يوم امس 7 ماي، مستهدفا سوقا شعبيا و مطعما مكتظا بالمدنيين في شارع الوحدة، في وقت الذروة، ما خلف عشرات الشهداء و الجرحى، بعضهم بحالة حرجة.
و بحسب ما أعلنته وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن حصيلة القصف الذي وقع بجوار مطعم "التايلندي" بلغت حتى الآن 33 شهيدا و أكثر من 86 إصابة، في مجزرة وصفها السكان بأنها واحدة من أعنف الضربات التي طالت المدنيين منذ بدء العدوان.
مصادر محلية أكدت أن القصف استهدف شارعا يعج بالمارة و الباعة المتجولين، مشيرة إلى أن الدمار طال أيضا سوقا شعبية مجاورة للمكان. و بحسب شهود عيان، تحول الشارع إلى بحر من الدماء وسط صرخات الجرحى، فيما هرعت طواقم الإسعاف و الدفاع المدني لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، صرح بأن "الاحتلال الصهيوني تعمد استهداف منطقة مكتظة بالسكان في حي الرمال لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا"، مشيرا إلى أن حجم الإصابات و عدد الشهداء يدلان على نية مبيتة لإحداث أكبر قدر من الأذى في صفوف المدنيين.
و في تطورات ميدانية متفرقة، استشهد شخصان و أصيب آخرون في قصف استهدف حي الكرامة شمال غربي غزة، كما سجلت إصابات في حي التفاح قرب مسجد المحطة. و وفق مصادر محلية، فإن ثلاثة فلسطينيين بينهم طفل استشهدوا في غارة غرب مخيم النصيرات، في حين قتلت طفلة مع اثنين آخرين في قصف ببلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس.
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية وصل إلى 102 شهيد و 193 جريحا، لافتا إلى أن العدد الأكبر من الضحايا سقط في قصف مدرسة أبو هميسة بمخيم البريج، و مخيم المناصرة للنازحين في دير البلح، و مدرسة الكرامة، إضافة إلى المطعم الذي استهدف وسط غزة.
الوضع الطبي لا يقل كارثية عن الميدان، مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، حذر في تصريحات صحفية من انهيار المنظومة الصحية في القطاع، موضحا أن المستشفيات "ستغلق أبوابها خلال أيام في حال لم يدخل الوقود"، مضيفا: "مصابون يفارقون الحياة أمام أعين الأطباء، لعجزهم عن تقديم الرعاية اللازمة".
و في آخر حصيلة رسمية، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عدد ضحايا العدوان الصهيوني على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 قد بلغ 52,653 شهيدا و 118,897 إصابة.
و يأتي هذا التصعيد بعد أن استأنف الاحتلال، منذ 18 مارس، عملياته العسكرية على غزة، رغم الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 جانفي الماضي. غير أن الاحتلال،لم يلتزم بأي من بنود وقف إطلاق النار، بل واصل قصفه اليومي لمناطق متفرقة من القطاع، ضاربا عرض الحائط بالبروتوكولات الإنسانية، وسط حصار خانق و أوضاع إنسانية توصف بأنها "غير مسبوقة".