من نيويورك… الجزائر تطالب في مجلس الأمن بوقف العدوان على غزة و رفع الحصار

وجهت الجزائر، يوم أمس 13 ماي، عبر ممثلها الدائم بالأمم المتحدة توفيق العيد كودري، نداء حادا و صريحا من قاعة مجلس الأمن، تطالب فيه بوقف شامل و فوري للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، و رفع الحصار الخانق المفروض على سكانه، و فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، مع إنهاء كل أشكال التهجير القسري بحق الفلسطينيين.
النداء جاء خلال جلسة لمجلس الأمن خصصت لمناقشة "الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية"، حيث عبر كودري عن صدمة الجزائر أمام ما وصفه بـ"العدوان المتوحش و الغاشم" المتواصل منذ نحو 19 شهرا، و أكثر من 70 يوما من الحصار الخانق على غزة، مؤكدا أن "العالم يقف اليوم أمام مأساة إنسانية بحجم العار الأخلاقي الذي سيلاحق جميع المشاركين و المتواطئين، بل و حتى الصامتين عنها".
و أوضح الدبلوماسي الجزائري أن الموت وحده هو ما يسمح له بالدخول إلى غزة، في شكل قنابل و رصاص، بينما يمنع الحليب و الماء و الدواء، و تغلق المعابر في وجه الحياة، و يترك الأطفال لمواجهة الجوع و نار الحصار.
و أضاف أن سكان غزة محرومون من كل شيء، عدا الخوف و الموت، و هم يشاهدون منازلهم تنهار و أجسادهم تذبل، في مشهد "يعري البشرية من إنسانيتها".
و اعتبر كودري أن منظومة القيم التي كانت توهم العالم بوحدة إنسانية مشتركة قد انهارت اليوم، قائلا: "نحن أمام مفترق طرق تتنازع فيه الأخلاق و المصالح، حيث يعامل الفلسطيني ككائن زائد عن الحاجة، بلا حق في الحياة أو الكرامة أو الأمل".
كما تحدث ممثل الجزائر عن الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية، واصفا إياه بـ"جريمة تجويع ممنهجة" في حق أكثر من مليوني إنسان، مؤكدا أنها "جريمة واضحة المعالم و مكتملة الأركان"، في ظل تنديد واسع من قبل المنظمات الإنسانية و أصحاب الضمائر الحية.
و أبرز كودري أن الوضع يتدهور بشكل مقلق، حيث استشهد 14 مسنا خلال أسبوع واحد فقط بسبب الجوع، كما توفي 57 طفلا نتيجة سوء التغذية منذ 2 مارس الماضي، معتبرا أن هذا الرقم ليس إلا البداية في ظل الانهيار التام للمنظومة الصحية و الإنسانية، خاصة مع تحذيرات تشير إلى أن 93 بالمئة من أطفال غزة، أي نحو 930 ألف طفل، معرضون لخطر المجاعة.
و فيما تنتظر أكثر من 3 آلاف شاحنة و 116 ألف طن من المواد الغذائية إذن الدخول إلى غزة، قال كودري إن الاحتلال وحده يعرقل وصولها، في خرق واضح للقانون الدولي و أوامر محكمة العدل الدولية.
في نفس السياق انتقد الدبلوماسي الجزائري خطة الاحتلال الجديدة التي يروج لها تحت مسمى "خطة إنسانية"، مؤكدا أنها مرفوضة من الأمم المتحدة و المنظمات الإنسانية، و أنها لا تستجيب للحاجيات العاجلة لأكثر من مليوني إنسان، و تتناقض مع مبادئ الإنسانية و الحياد و الاستقلال.
في ختام كلمته، دعا كودري مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته، و سماع "صرخة غزة و هي تختنق تحت الركام"، قائلا: "لم يعد مقبولا أن يواصل العالم التفرج على شعب يباد بصمت و يحاصر بالخذلان"، مشددا على ضرورة وقف العدوان و رفع الحصار فورا، لأن "الشعب الفلسطيني يريد وطنا و كرامة و سلاما عادلا و دائما، و دولة مستقلة على أرض فلسطين، عاصمتها القدس الشريف".
و منذ السابع من أكتوبر 2023، يشن الاحتلال الصهيوني عدوانا داميا على قطاع غزة، خلف حتى اليوم استشهاد 52,908 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء و الأطفال، و إصابة 119,721 آخرين، في حصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع، بسبب وجود عدد من الضحايا تحت الأنقاض و في الشوارع، حيث تعجز فرق الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بفعل القصف و الحصار المستمر.