الأونروا: أكثر من 300 موظف يسقطون ضحايا العدوان في غزة

كشف المفوض العام لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، عن حصيلة مأساوية تتجاوز الأرقام الرسمية: أكثر من 300 موظف من الوكالة فقدوا حياتهم منذ بدء العدوان الصهيوني، في واحدة من أكثر الصفحات دموية في تاريخ الأونروا.
و في منشور مؤلم على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث لازاريني عن موظفين قتلوا تحت القصف مع أطفالهم و عائلاتهم، و آخرين استهدفوا أثناء أداء مهامهم الإنسانية في ظروف لا يمكن وصفها إلا بالقاتلة.
معظم الضحايا، كما قال، من المعلمين و الطواقم الطبية الذين كانوا يخدمون مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في وقت عز فيه الأمان و غابت فيه أبسط مقومات الحماية.
لم تكن كلمات لازاريني مجرد بيان أممي. بل كانت صرخة في وجه العالم: "لا شيء يمكن أن يبرر الجرائم التي ترتكب في غزة"، على حد تعبيره. و أضاف، في تحذير شديد اللهجة، أن استمرار الإفلات من العقاب لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف و سفك الدماء، في تلميح واضح لعجز المجتمع الدولي عن محاسبة المعتدين.
الاعتداءات، وفقا للازاريني، لم تقتصر على القصف فقط. أكثر من 50 موظفا تابعا للأونروا تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر 2023. من بينهم أطباء و معلمون، تعرض بعضهم للتعذيب، و تم استخدامهم كدروع بشرية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
و تواجه الأونروا، المؤسسة التي أنشئت عام 1949 لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، حملة منظمة ضد وجودها. فمنذ نوفمبر الماضي، ألغى الاحتلال الإسرائيلي الاتفاق الذي كان يسمح للوكالة بتقديم خدماتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في خطوة يرى كثيرون أنها جزء من محاولات إنهاء دور الوكالة الأممية في القضية الفلسطينية.
و رغم الضغوط و التحديات، تواصل الأونروا أداء مهامها في غزة و الضفة الغربية، عبر شبكة تضم حوالي 18 ألف موظف، يخدمون ما يقارب 5.9 مليون لاجئ فلسطيني، داخل الأراضي المحتلة و في الدول المجاورة.