الأسبوع الإفريقي 2025: القفطان الجزائري يُسكت المشككين من اليونيسكو…والهوية تُسترجع بالأناقة

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، يوم الإثنين 19 ماي، بمقرها في باريس، فعاليات الاحتفال بـ “الأسبوع الإفريقي 2025″، المنظم هذه السنة تحت شعار: “التضامن العالمي من أجل استعادة التراث الإفريقي من خلال الثقافة والتعليم والعلوم”.
و ترأس الجلسة الافتتاحية لهذا الحدث السنوي، الذي يحتفي بالتنوع الثقافي للقارة الإفريقية من خلال برنامج غني ومتنوع يشمل ندوات وعروضا سينمائية وفقرات موسيقية ومعارض وتذوق أطباق تقليدية، السفير المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو، سمير الدهر، بصفته نائب رئيس مجموعة إفريقيا،التي تنظم الأسبوع بمقر المنظمة الأممية.
في إطار الأسبوع الإفريقي الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بمقرها في باريس، تألقت الجزائر بعرض أزياء مميز قدمه المصمم الجزائري كريم أكروف، حيث تم تسليط الضوء على ثراء وتنوع الأزياء التقليدية الجزائرية.
و تميز هذا العرض بتقديم مجموعة من الألبسة النسائية التقليدية التي تعكس التراث الثقافي الجزائري، منها القفطان الجزائري بأنواعه المختلفة مثل : "القفطان القسنطيني، القفطان العنابي، قفطان القاضي، قفطان الباي، قفطان الجلوة، قفطان الداي، قفطان المنصورية، وقفطان القرنفلة، كما شمل العرض الكراكو العاصمي، البلوزة الوهرانية، الجبة القبائلية، الملحفة الشاوية، وأزياء تراثية أخرى من مختلف مناطق البلاد.
و لاقى العرض استحساناً كبيراً من الحضور، حيث أشادوا بجمالية وتنوع الأزياء المعروضة، والتي تعكس عمق وأصالة الثقافة الجزائرية.
و من جهتها ، عبرت السفارة الجزائرية في باريس عن فخرها بهذا التمثيل الثقافي المميز، مؤكدة على أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز الهوية الثقافية الجزائرية على الساحة الدولية، حيث نشرت تغريدة على منصة إكس قائلة : "أجواء رائعة ومفعمة في عرض الأزياء بمناسبة الأسبوع الإفريقي في اليونيسكو ، عرض أزياء لثراء وتنوّع وأناقة لباسنا التقليدي“.
و تُعد هذه المشاركة تأكيداً على التزام الجزائر بالحفاظ على تراثها الثقافي وتعزيزه، وتقديمه للعالم كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية الجزائرية، خصوصا بع محاولات التشويه المتكررة وعمليات السطو الثقافي التي يتعرض لها القفطان الجزائري، من خلال إدخال تعديلات عليه ونسبه إلى دول أخرى، إلا أن هذا الزي التقليدي العريق لا يزال صامدًا في وجه تلك المحاولات، محافظًا على أصالته ورمزيته التاريخية.
ويعود الفضل في ذلك إلى الحرفيين والمصممين الجزائريين الأوفياء لتراثهم، الذين يحرصون على تطوير القفطان بأسلوب مدروس لا يمس جوهره الثقافي، بل يُبقي على هويته الجزائرية المتجذرة.
وقد شهد القفطان الجزائري، خلال السنوات الأخيرة،طفرة نوعية من حيث الإبداع والانتشار، بفضل جهود المصممين الذين نجحوا في تقديمه للعالم عبر عروض الأزياء الدولية، مما جعله لا يقتصر فقط على كونه موروثًا ثقافيًا، بل أصبح أيضًا عنصراً اقتصادياً واعداً يعكس صورة الجزائر في الخارج ويدرّ عائدات مهمة.
وأمام هذا الواقع، بات القفطان رمزًا من رموز الهوية الوطنية الجزائرية، وعنصرًا فعالًا في معركة استرجاع التراث المادي واللامادي التي تخوضها الجزائر، إدراكًا منها لأهمية هذا التراث، تسعى الجزائر اليوم، بدعم من مؤسسات دولية على غرار "اليونيسكو"، إلى حماية وتصنيف مكوناته، في مواجهة محاولات دول أخرى لاختلاق هوية ثقافية على حساب الإرث الجزائري الضارب في عمق التاريخ.
📌- L’ALGÉRIE A L’UNESCO 🇩🇿🔥
— ۞ مْوُلُآٺ آلُﭸآيَڪ 🇩🇿 (@Shi97218920) May 20, 2025
#traditionalgerienne #caftanalgerien https://t.co/9OOj2PJDpq pic.twitter.com/8Fi5CxXtQl