“وصل الأندلس” تتوج بالمرتبة الأولى في مهرجان الموسيقى الأندلسية بسوق أهراس

بسحر الأوتار و نبض التراث، خطفت جمعية "وصل الأندلس" من قسنطينة الأضواء و توجت بالمرتبة الأولى في ختام الطبعة الـ11 من المهرجان الوطني الثقافي للموسيقى الأندلسية أمس 24 ماي، الذي احتضنته دار الثقافة الطاهر وطار بسوق أهراس على مدى خمسة أيام من العروض و الفن الراقي.
لم يكن هذا التتويج وليد الصدفة، بل جاء نتيجة أداء متقن، يبرز عمق التكوين و تمرس العازفين المنتمين لهذه الجمعية، الذين أبدعوا في العزف على الآلات التقليدية و قدموا قطعا موسيقية أندلسية بروح عصرية حافظت على النكهة الأصيلة. لجنة التحكيم، كما الجمهور، أجمعوا على تفوق أداء الفرقة، ليكون التتويج مستحقا.
أما المرتبة الثانية، فقد عادت لجمعية "تنس" من ولاية الشلف، بينما تقاسمت المرتبة الثالثة كل من جمعية "الزهراء الأندلسية" من سوق أهراس، و جمعية "نسائم الأنس للتراث الموسيقي" القادمة هي الأخرى من قسنطينة. و قد منحت جوائز مالية للمجموعات الفائزة، عربون تقدير لعطائها الفني و إسهامها في صون هذا التراث الموسيقي العريق.
الحفل الختامي، كرم اسم العالم الأمازيغي المعروف أحمد التيفاشي (1184-1253). على خشبة المسرح، صدحت أصوات كل من عدلان الفرقاني، الذي أطرب الجمهور بأغنيته الشهيرة "سقسي وسال عليها"، و الفنانة دنيا الجزائرية، التي تألقت بأداء "عاشق ممحون"، وسط تفاعل كبير من الحضور.
و تعاقبت على المنصة فرق موسيقية تمثل المدارس الأندلسية الثلاث: تلمسان، الجزائر العاصمة، و قسنطينة، لتقدم وصلات موسيقية تنوعت في طبوعها و انسجمت في جمالها.
المهرجان لم يكن مجرد عروض فنية، بل مساحة تعليم و تبادل خبرات. فقد شارك فيه 22 فنانا من مختلف ولايات الوطن، و استكملت العروض بمحاضرات و ورشات تكوينية للشباب المهتمين، تناولت الإرث الفني لأحمد التيفاشي، و تحليل نوبات "سيكا" و"المزموم"، إضافة إلى دروس في صناعة الآلات الموسيقية الإيقاعية، في محاولة جادة لحماية هذا الموروث الثقافي الغني.
و لم يغفل القائمون على المهرجان أهمية إيصال الموسيقى الأندلسية خارج أسوار المدينة، إذ نظمت سهرات جوارية في المسرح الروماني بخميسة و قاعة "كاتب ياسين" بسدراتة، رافقتها معارض فنية لآلات موسيقية و منتجات تقليدية، إلى جانب ورشات "ماستر كلاس" خصصت لتعليم العزف للمواهب الناشئة.