هل الماء مضمون في العيد؟ خطة حكومية استباقية تطمئن المواطنين

مع اقتراب عيد الأضحى، تطمئن السلطات العمومية المواطنين إلى توفر المياه الشروب عبر مختلف مناطق البلاد، بما في ذلك المدن الكبرى و المناطق النائية، بفضل خطة استباقية و محكمة وضعتها وزارة الري لمواجهة أي طارئ قد يمس شبكة التوزيع.
هده التصريحات أكدها المدير المركزي بوزارة الري عبد العزيز عرجوم، خلال استضافته في برنامج "ضيف الصباح" على القناة الإذاعية الأولى. حيث طمأن عرجوم المواطنين قائلا: "نحن على أتم الجاهزية لضمان توفر المياه ليلة العيد و في الأيام التي تليها، سواء في المدن الكبرى أو المناطق التي تعاني من نقص في التزود، لا سيما النائية منها".
و أوضح أن الدولة رفعت درجة التأهب القصوى استعدادا لهذا الموعد الهام، مع العمل على دعم قدرات محطات التحلية و رفع وتيرة الضخ لتلبية الطلب المتزايد.
و يرجع هذا التحسن، حسب المسؤول ذاته، إلى دخول أربع محطات لتحلية مياه البحر حيز الخدمة خلال أواخر 2024 بكل من وهران، الطارف، و العاصمة، في انتظار تدشين محطة خامسة بولاية بجاية في شهر جوان المقبل.
هذه المشاريع سمحت بدعم الإنتاج اليومي ليصل إلى 9 ملايين متر مكعب من مياه الشرب، ما يكفي لتلبية حاجيات المواطنين خلال فصل الصيف و خصوصا أثناء عيد الأضحى.
و تطرق المتحدث إلى حجم التحديات التي تواجهها البلاد في هذا المجال، خصوصا مع تراجع نسبة امتلاء السدود إلى 42% فقط، و شح الأمطار في السنوات الأخيرة. و أشار إلى أن الجزائر اعتمدت بشكل متزايد على تحلية مياه البحر كخيار لا يتأثر بالتغيرات المناخية، ما يضمن استقرار التزود بالمياه في ظل محدودية الموارد السطحية و الجوفية.
و قال في هذا السياق: "نحن أمام تحديات حقيقية لا تقتصر فقط على الموارد، بل تشمل النمو الديموغرافي، توسع المدن، ظهور أقطاب عمرانية جديدة، و حاجيات القطاعين الفلاحي و الصناعي". و هي معطيات تفرض، بحسبه، مضاعفة الجهود و تبني حلول مبتكرة و مستدامة.
من جهة أخرى، أكد عرجوم أن المؤشرات المسجلة على مستوى الخط الأخضر و مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت تراجعا ملحوظا في عدد الشكاوى خلال السنة المنصرمة، ما يبرز تحسنا حقيقيا في الخدمات المقدمة للمواطنين. و اعتبر أن هذه الديناميكية الجديدة هي ثمرة استثمارات الدولة و رؤية استراتيجية في قطاع الموارد المائية.
و لم تغب المناطق المعزولة عن خطة الدولة، حيث كشف المسؤول عن انطلاق برنامج استعجالي منذ سنة 2024 يمس 26 ولاية تعاني من صعوبات في التزود بالمياه. و تم في هذا الإطار تجسيد أكثر من 3 آلاف مشروع تنموي، ضمن برنامج رئيس الجمهورية، لتقليص الفوارق الجغرافية و ضمان العيش الكريم في هذه المناطق.
و أشار إلى أن هذا البرنامج بدأ يثمر في عدة ولايات على غرار برج بوعريريج، سعيدة، و تيارت، و هو ما يفتح باب الأمل أمام المواطنين في هذه المناطق لتجاوز أزمة المياه.
و في ختام حديثه، دعا عرجوم المواطنين إلى التعامل بعقلانية مع الماء، خاصة خلال أيام العيد، محذرا من الاستخدام المفرط أثناء عمليات التنظيف و ذبح الأضاحي. و شدد على أن ترشيد الاستهلاك مسؤولية جماعية لضمان استمرارية الخدمة و جودتها.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الري كانت قد شرعت منذ بداية الأسبوع في التحضير لعيد الأضحى و موسم الاصطياف، حيث ترأس الوزير طه دربال اجتماعا وطنيا عن بعد لتقييم جاهزية الولايات. اللقاء شدد على أهمية التعبئة الشاملة، و ترشيد الاستهلاك، و ضمان توزيع عادل و مستمر للمياه خلال هذه المناسبة.