« الفنان المجهول » Banksy يطلّ بعمل فني جديد على جدران مرسيليا

بعد غياب طويل ، عاد فنان الشارع الغامض بانكسي إلى دائرة الضوء، من خلال عمل جديد ظهر فجأة على جدار في شارع هادئ بمدينة مرسيليا الساحلية جنوب فرنسا.
أثار العمل الفني الجديد اهتمام المارة وعشاق الفن، حيث يصوّر منارة داكنة ينبعث منها شعاع ضوء أبيض، يتقاطع بصرياً مع ظل عمود حقيقي في الشارع، ما يُضفي خداعاً بصرياً فريداً ويعزز التفاعل بين العنصر الفني والبيئة المحيطة.
و أرفق بانكسي عمله بجملة مكتوبة فوق اللوحة تقول: "I want to be what you saw in me"
بمعنى "أريد أن أكون ما رأيتموه فيّ"»"، في رسالة مفتوحة لتأويلات الجمهور، كعادته في استخدام النصوص الغامضة التي تثير الفضول وتدع مجالاً للتفكير والتأمل.
و نشر الفنان صورة للعمل على حسابه الرسمي في إنستغرام دون أن يرفقها بأي تعليق، الأمر الذي زاد من غموض الرسالة وأضفى على العمل طابعاً ساحراً ومثيراً للتأمل.
عبّر إستيبان رولدان، حرفي يبلغ من العمر 42 عاماً، عن حماسه بعد سفره خصيصاً لرؤية العمل قائلاً: "من اللافت أن بانكسي اختار مرسيليا... مدينة تنبض بالحياة، غنية بالفن ومتنوعة بثقافاتها."
ومن جهتها، قالت سوزان ماكاليستر، وهي معلمة هندسة بريطانية تقيم في مرسيليا: "كانت تجربة ممتعة أن نقوم بجولة صغيرة لاكتشاف مكان العمل. اللوحة لافتة وتحمل معاني متعددة، خاصة مع صورة المنارة التي قد تكون رمزاً للمدينة نفسها."
على الرغم من أن بانكسي يبدع أحياناً في تقديم لوحات ومنحوتات، إلا أن شهرته العالمية تعود أساساً إلى رسوماته المنفذة بتقنية الاستنسل (Stencil)، المنتشرة على جدران الشوارع حول العالم. وتتميز هذه الأعمال برسائلها السياسية والاجتماعية القوية، التي تتناول قضايا مثل الحرب، والرأسمالية، والرقابة، وحقوق الإنسان.
بانكسي هو فنان شارع بريطاني مجهول الهوية، يُعتقد أنه وُلد في بريستول بإنجلترا في أوائل السبعينيات، اشتهر بأعماله الفنية الساخرة التي تحمل رسائل سياسية واجتماعية قوية، والتي ينفذها باستخدام تقنية الاستنسل (Stencil) . تتناول أعماله قضايا مثل الحرب، والرأسمالية، والرقابة، وحقوق الإنسان، وغالبًا ما تظهر على جدران الشوارع في مختلف أنحاء العالم.
من أبرز أعماله "فتاة مع بالون" (Girl with Balloon) و"قاذف الزهور" (Flower Thrower)، والتي أصبحت رموزًا عالمية للفن الاحتجاجي. في عام 2010، أخرج بانكسي الفيلم الوثائقي "Exit Through the Gift Shop"، الذي رُشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، مما عزز مكانته في عالم الفن المعاصر .
و لكن بالرغم من شهرته العالمية، إلا أنه يحرص على الحفاظ على هويته مجهولة، مما يضيف غموضًا وسحرًا لأعماله ويثير فضول الجماهير والنقاد على حد سواء.