من الرسكلة إلى التشجير… نحو إطلاق مشاريع لرسكلة 30% من النفايات المنزلية

وزيرة البيئة وجودة الحياة نجيبة جيلالي، كشفت في لقاء مع برنامج "فوروم الأولى" على القناة الإذاعية الأولى، عن هدف طموح لوزارة البيئة يتمثل في رسكلة 30% من النفايات المنزلية خلال الفترة المقبلة.
و أكدت الوزيرة، أن هذه المبادرة ستعمل على تحويل النفايات من عبء بيئي إلى فرصة حقيقية لخلق الثروة و توفير فرص العمل، مما يبرز التزام الوزارة بتحقيق التنمية المستدامة و الاقتصاد الأخضر.
و أضافت جيلالي أن هذا التوجه الجديد يعكس رؤية شاملة تتجاوز مجرد جمع النفايات، ليصبح التركيز على إعادة تدوير المواد مثل البلاستيك و الزجاج والحديد، بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية و تقليل الضغط على البيئة. و أوضحت أن القانون الجديد رقم 25/02 الخاص بتثمين النفايات جاء لتصحيح الكثير من نقاط الضعف في القانون السابق، معتبرا أن النفايات لم تعد تعتبر مجرد مخلفات بل مواد قيمة يمكن استثمارها.
كما أشارت إلى أن فتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار في رسكلة النفايات ساهم بشكل كبير في تشجيع المؤسسات و المصانع على إنشاء وحدات متخصصة، ما أسهم في تنمية الاقتصاد الأخضر و خلق فرص عمل جديدة للشباب، خصوصا الذين يحملون أفكارا مبتكرة في هذا المجال.
من جهة أخرى، شددت الوزيرة على أهمية الرقمنة في تحسين مراقبة النفايات، حيث أتاح استخدام التقنيات الحديثة جمع بيانات كمية و جغرافية دقيقة عن أماكن وجود النفايات المفروزة و النقاط السوداء، مما يسهل توجيه المستثمرين و اتخاذ القرارات المناسبة على المستويات المحلية و المركزية.
و لم تقتصر جهود الوزارة على مجال الرسكلة فقط، بل شملت أيضا مبادرات واسعة لتحسين جودة البيئة، من بينها مشروع السد الأخضر الذي سيشهد غرس أكثر من مليون شجرة بمشاركة واسعة من القطاعين العام و الخاص و الجمعيات، إلى جانب حملات إعادة التشجير في الولايات المتضررة من حرائق الغابات.
كما أبرزت الوزيرة أن القضاء على المفرغات العشوائية يمثل أولوية قصوى لضمان بيئة نظيفة و صحية، إلى جانب تعزيز السياحة البيئية من خلال حملات توعية مكثفة تستهدف مختلف شرائح المجتمع، خاصة عبر إنشاء أزيد من 1500 نادي بيئي في المؤسسات التعليمية بالشراكة مع وزارة التربية الوطنية.
و اختتمت نجيبة جيلالي حديثها بدعوة العائلات الجزائرية، بمناسبة عيد الأضحى و اليوم العالمي للبيئة، إلى ترشيد استهلاك المياه و تجنب الرمي العشوائي للنفايات، بالإضافة إلى المشاركة في مبادرة استرجاع جلود الأضاحي التي أطلقتها وزارة الصناعة، مؤكدة أن الحفاظ على البيئة و نظافة المحيط هو مسؤولية الجميع من أجل صحة أفضل و جودة حياة مستدامة.