في مجلس الأمن الدولي.. الجزائر تدعو لإسقاط “حصانة الاحتلال الصهيوني”

أعاد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، التأكيد على ضرورة إسقاط ما وصفه بـ«درع الحصانة و الإفلات من العقاب» الذي يتمتع به الكيان الصهيوني، و ذلك بعد فشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في مداخلة حازمة ألقاها أمس الأربعاء 4 جوان بنيويورك، لم يخف بن جامع استيائه من موقف مجلس الأمن، معتبرا أن هذا الإخفاق يعكس استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما في غزة التي تشهد تصعيدا عنيفا.
و قال إن الكيان الصهيوني «يشعر بحماية كاملة»، في وقت يدفن فيه آلاف الضحايا الفلسطينيين بلا أسماء و لا هويات، و دون أي تحقيق أو مساءلة دولية، وسط تجاهل إعلامي واسع.
و قد كان الحاجز الأكبر أمام تمرير القرار هو استخدام الولايات المتحدة «حق النقض» أو الفيتو، الذي عرقل تبنيه رغم موافقة 14 عضوا من أصل 15 أعضاء في مجلس الأمن. و أكد بن جامع أن مشروع القرار لم يكن مجرد مطلب أقلية، بل كان يمثل «إرادة جماعية» من كل قوى العالم، من شماله إلى جنوبه، و من شرقه إلى غربه، مؤكدا أن هذه الغالبية العظمى طالبت بوقف إطلاق النار فورا.
كما شدد الدبلوماسي الجزائري على أهمية إيصال رسالة واضحة إلى الشعب الفلسطيني بأن «لستم وحدكم»، و رسالة تحذير إلى المحتل بأن «العالم يراقبكم». و أضاف أن الجلسة التي عقدت و القرار الذي تم تقديمه، رغم عرقلة الفيتو، يعكسان واقعا مؤلما لانهيار نظام التعددية الدولية، داعيا إلى ضرورة إحياء هذا النظام الذي يشكل الركيزة الأساسية لحقوق الإنسان و العدالة.
في نفس السياق، أشاد بن جامع بكل وضوح الأعضاء الذين تقدموا بمشروع القرار، واصفا إياهم بـ«حماة الشرعية الأخلاقية و بوصلة ضمير العالم». و ذكر بتصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون التي أكدت أن الجزائر «لن تتخلى عن فلسطين» و ستظل إلى جانبها حتى تحقيق استقلالها.
و في رسالته لمجلس الأمن، أكد بن جامع أن اعتماد القرار كان ضرورة قصوى لوضع حد لـ«قتل الأطفال الفلسطينيين» و منع استخدام التجويع كسلاح حرب، حتى لا يصبح الظلم قاعدة، لكنه شدد على أن رفض القرار لن يثني الجزائر عن الاستمرار في جهودها لمنع الجرائم الإسرائيلية.
و ختم بن جامع كلمته بتأكيد أن الجزائر ستعود لمجلس الأمن مرارا، من أجل الأطفال الذين فقدوا حياتهم، و من أجل النساء اللواتي اضطررن للولادة وسط أنقاض منازلهم، و من أجل الآباء الذين شاهدوا بيوتهم تنهار خلال ثوان. و قال: «سنعود لأن الفلسطينيين يستحقون العيش بحرية و كرامة».