سفينة “سدراتة” تعود إلى الجزائر بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز في بلجيكا

بعد أكثر من ثلاث سنوات من الجمود الإجباري بسبب تحفظات إدارية و تقنية بميناء أنفرس البلجيكي، عادت سفينة الشحن الجزائرية "سدراتة" إلى حوض ميناء الجزائر العاصمة، أمس 10 جوان.
و جرى استقبال السفينة بإشراف الأمين العام لوزارة النقل، عبد الغني دريدي، الذي كان مرفوقا بإطارات من الوزارة و مسؤولين من المجمع الجزائري للنقل البحري "غاتما" (Gatma)، حيث عبر في تصريحات للصحافة عن أهمية هذه العودة، معتبرا إياها "محطة مفصلية في مسار إصلاح قطاع النقل البحري الوطني".
كما أوضح دريدي أن رفع التحفظات التي كانت تحول دون مغادرة السفينة للميناء البلجيكي يعد ثمرة عمل جماعي متكامل، شاركت فيه مختلف مؤسسات القطاع إلى جانب تمثيلية الجزائر الدبلوماسية ببروكسل. و أضاف بأن "سدراتة" تعد آخر سفينة من الأسطول الوطني كانت قيد التحفظ في موانئ أجنبية، مشددا على ضرورة التقيد بالمعايير الدولية لتفادي تكرار مثل هذه الحالات مستقبلا.
في نفس السياق، كشف ذات المسؤول عن وصول سفينتين أخريين قريبا: الأولى ستدخل حوض ميناء جنجن اليوم الأربعاء 11 جوان، فيما يرتقب التحاق الثالثة خلال شهر جويلية، بعد انتهاء عمليات الصيانة و التحديث الدورية بالخارج.
و أكد أن الأسطول الوطني، الذي يضم اليوم 12 سفينة، جاهز لمرافقة جهود البلاد في دعم صادراتها نحو الأسواق الدولية.
من جهته، أعرب محمد عبود، الرئيس المدير العام لمجمع "غاتما"، عن ارتياحه لعودة السفينة إلى الخدمة، واصفا ما تحقق بـ "النجاح الجماعي" الذي تطلب ترتيبات معقدة و مجهودات مضنية من قبل طواقم "كنان الجزائر"، الشركة المالكة للسفينة.
أما المدير العام لـ"كنان الجزائر"، العزيز بوزيدي، فقد كشف عن نوايا المؤسسة لتوسيع أسطولها خلال السنة الجارية بإضافة سفينة أو اثنتين، مع تركيز خاص على تكثيف النشاط في البحر الأبيض المتوسط. و أعلن في هذا السياق عن التحضير لإطلاق خط بحري جديد يربط الجزائر بسلوفينيا، بهدف توسيع حضور الجزائر اللوجيستي في أوروبا الوسطى.
و في الختام، كان لطاقم "سدراتة" لحظة خاصة من التقدير و التكريم. فقد تم تكريم الربان كريم نفاح و طاقمه، بالإضافة إلى مجموعة من عمال شركة "كنان الجزائر"، تقديرا لصبرهم و مهنيتهم في تجاوز إحدى أطول محطات التوقف في تاريخ الأسطول البحري الوطني.