تعاون جزائري-كندي في المواقف تجاه القضايا الدولية والإقليمية

استقبل عزوز ناصري، رئيس مجلس الأمة، امس الأربعاء 11 جوان ، بمقر المجلس، سفيرة كندا لدى الجزائر، روبن لين ويتلوفر.
و وفق ما أفاد به بيان مجلس الأمة ، فقد شكّل هذا اللقاء مناسبة لاستعراض واقع العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وسبل تطويرها والرقي بها الى مستويات أفضل.
و بهذه المناسبة، دعا عزوز ناصري، إلى ضرورة العمل من أجل الرفع من مستوى التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، وذلك في ضوء جودة العلاقات الثنائية بين الجزائر وكندا، القائمة منذ سنة 1964.
و شدد على العمل من أجل تعزيز الشراكة الاقتصادية المتبادلة المنافع، وتكثيف التبادلات التجارية عبر الاستفادة من الفرص التي يوفرها قانون الاستثمار ومناخه المحفز والمستقر في الجزائر،بالإضافة إلى مرافقة التحولات العميقة والإنجازات النوعية التي أفرزتها النهضة الاقتصادية للجزائر الجديدة المنتصرة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
كما أكد ذات المتحدث ، على أهمية الدور الذي تضطلع به الدبلوماسية البرلمانية في إضفاء ديناميكية جديدة على التعاون البرلماني في البلدين، كرافد أساسي يدعم مسارات التنسيق الثنائي في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية ويعزز فرص التبادل والتشاور والحوار.
و تطرق إلى البُعد الإنساني من الأبعاد المعززة للتقارب بين الجزائر وكندا، ومنها تواجد جالية جزائرية مميزة بكندا، يمكنها أن تشكل جسرا للتواصل بين الشعبين ودافعا إضافيا لتعزيز التشاور والتعاون بين الحكومتين.
و من جهتها أشادت روبن لين ويتلوفر، بالسمة النوعية التي تطبع العلاقات بين كندا والجزائر، وعبّرت عن تقديرها للرصيد الثمين الذي يجمع بلادها بالجزائر والذي يشكل بحسبها قاعدة متينة لتعزيز التعاون والسلام والاستقرار على الصعيد الدولي, لاسيما في ظل عضوية الجزائر الحالية كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
و أكدت على أن ترقية علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين تشكل رِهانا يستحق العمل الدؤوب لأجل تجسيده بما يتواءم والامكانيات والفرص التي يتوفر عليها كل بلد، ومشدّدة على أهمية الرفع من ديناميكية التعاون بينهما في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين في إطار مبدأ رابح - رابح.
وأمّا بخصوص القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فقد تطرق رئيس مجلس الأمة إلى الانحرافات الخطيرة التي باتت تميز المنظومة الدولية، واختلالاتها المؤسفة في ظل عجز مجلس الأمن الدولي على تحقيق أهداف الميثاق الأممي وتطلعات الشعوب.
و دعا إلى ضرورة اصلاح هيئة الأمم المتحدة وفق المستجدات الدولية الجديدة، بما يمكن دول العالم من إيصال صوتها انطلاقا من مبدأ المساواة بين الأمم، وذلك كخطوات جوهرية لتكريس السلم والأمن الدوليين.
كما أكد على أهمية تسخير كل آليات التضامن الدولي من أجل وقف الإبادة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتجريم الاحتلال الصهيوني وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، و كذلك مأساة الشعب الصحراوي تحت مظالم الاحتلال وخرق الشرعية الدولية.
و عليه شدد على العمل بجدية أكبر لإنهاء الاستعمار في إفريقيا عبر تمكين الصحراويين من حقهم المشروع في تقرير المصير والاستقلال.
و من جانبها أكدت سفيرة كندا على إيمان بلادها العميق بأهمية التعددية في إقامة نظام دولي متناغم، واعتبارها الإطار الأمثل لمواجهة التحديات العالمية المعقدة، مؤكدة على ضرورة احترام القانون الدولي، وسيادة الدول، علاوة على تأكيدها لموقف بلادها الداعم لإيقاف العدوان على غزة وتسوية القضية الصحراوية وفق ما يتطابق مع مقتضيات الشرعية الدولية.
وفي ختام اللقاء، أكد عزوز ناصري جاهزية مجلس الأمة للإسهام الفعّال في تعزيز أواصر التعاون الثنائي مع برلمان كندا، بما يخدم مصالح الشعبين، وذلك في إطار آليات الدبلوماسية البرلمانية ومنها مجموعات الصداقة ولقاءات التشاور وتبادل الخبرات.