الحرب الصاروخية الإيرانية – الإسرائيلية تدفع أسعار النفط نحو توقعات غير متوقعة: إلى أين ستنتهي؟

تحملت إسرائيل مسؤولية إشعال حرب في المنطقة من خلال تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت المنشآت النووية الإيرانية ومنازل جنرالات إيرانيين رفيعي المستوى، مما أسفر عن مقتل شخصيات بارزة.
وقد اقتصر إبلاغها على الرئيس دونالد ترامب، الذي كان معارضًا رسميًا لهذه الهجمات، في وقت كانت فيه إيران والولايات المتحدة تخوضان سلسلة من اللقاءات للبحث عن أرضية مشتركة لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
و بشكل عام، دعمت الدول الغربية إسرائيل في هذا الملف دون تحفظات، وقد زودتها بالأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها، وكذلك للهجوم، وهو ما يُعتبر تشجيعا غير مباشر للحكومة الإسرائيلية على شن هذه الهجمات ضد إيران.
لم يكن من الممكن تنفيذ الهجوم الدقيق على إيران دون أن تقدم الدول الغربية معلومات استخباراتية ساعدت في تنفيذ هذا العمل، إلى جانب خدماتها السرية الخاصة.
و من المتوقع أن تتزايد ردود الفعل الدولية، وسيُطلب من كل دولة أن تتخذ موقفًا حيال هذه الحرب الجديدة التي تتسم بالاستخدام المكثف للطائرات المسيرة.
لم يكن بإمكان إيران أن تظل صامتة أمام هذا الهجوم، نظرًا لحجم الأضرار الكبيرة والأهمية البالغة للأشخاص المستهدفين، فالأمر يتعلق بمصداقية الجمهورية الإسلامية ومكانتها في المنطقة، وكذلك بالدور الذي تعتزم لعبه ضمن المجتمع الدولي.
و هذه هي المرة الأولى منذ الحروب الإسرائيلية-العربية التي تتعرض فيها المدن الإسرائيلية لصواريخ، بما في ذلك المدينة المقدسة القدس.
و في الأيام القادمة، سيقوم البلدان بتقييم الأضرار التي لحقت بالأرواح والمعدات، وسيقيّمان أنظمة الدفاع الخاصة بكل منهما، عندها فقط سيتحدد مصير هذه الحرب المفتوحة.
كان من المتوقع أن تتفاعل الأسواق بطريقتها الخاصة مع الهجمات الإسرائيلية على الأهداف النووية الإيرانية والرد الإيراني شبه الفوري. بالفعل، ارتفع سعر خام برنت بأكثر من 9% عند افتتاح الأسواق، حيث زاد بمقدار 6.2 دولار أمريكي ليصل إلى 76 دولارًا للبرميل، وهو رقم قياسي تاريخي منذ 27 جانفي 2025.
و لم يتردد بعض المحللين في التنبؤ بوصول سعر البرميل إلى 100 دولار في المدى القصير، في حين كان الرئيس الأمريكي يرغب في أن يكون سعر البرميل عند 40 دولارًا قبل اندلاع الحرب.
لكن القلق الأكبر يكمن في قرار إيران بشأن إغلاق مضيق هرمز ، وهو المضيق الذي يمر عبره خُمس استهلاك العالم من النفط والمكثفات والوقود، أي ما بين 18 إلى 19 مليون برميل يوميًا.
و هذا الوضع دفع محللي جي بي مورغان ، إلى القول أن الأسعار قد ترتفع إلى ما بين 120 و130 دولارًا للبرميل، أي ضعف التوقعات الحالية.
لم تتأثر أسعار النفط فقط بهذه الحرب، بل شهدت الأسواق المالية أيضًا تراجعًا، ففي بورصة نيويورك، خسر مؤشر داو جونز 1.46% ومؤشر ناسداك 1.14% ، وللوقاية من حالة عدم الاستقرار، يتجه المستثمرون إلى الملاذ الآمن مثل الذهب والعملات القوية والمستقرة مثل الفرنك السويسري.
على العكس من ذلك، ارتفعت أسهم شركات النفط (شيفرون، إكسون موبيل، كونوكو فيليبس...) بنسبة تتراوح بين 1 إلى 2%. ويُعد خطر نقص الإمدادات بالنسبة للدول المستوردة عاملًا رئيسيًا في توقعاتها وتقديراتها المستقبلية.
ارتفاع أسعار النفط يُسعد دول التصدير (أوبك+) دون الحاجة إلى اتخاذ إجراءات لزيادة أو تقليل الإنتاج أو سحب المخزونات.
أما بالنسبة للدول المستوردة، فإن حالة عدم اليقين وتقلب الأسعار ستزيد من عجزها في جميع الأسواق وتؤثر سلبًا على نموها الاقتصادي.