وزارة الفلاحة: إنتاج القمح الصلب يؤمن احتياجات الجزائريين حتى 2026 بلا استيراد

شهد ملف إنتاج القمح الصلب دفعة قوية هذا الموسم، مع توقعات رسمية بتحقيق وفرة تكفي لسد احتياجات السوق الوطنية حتى نهاية عام 2026، دون الحاجة إلى أي واردات إضافية.
هذه التقديرات الإيجابية كشف عنها وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري يوسف شرفة، خلال زيارته إلى ولاية الشلف، أين أشرف على الانطلاق الرسمي لحملة الحصاد و الدرس عبر ولايات الشمال و الهضاب العليا.
شرفة أوضح أن الأرقام المنتظرة تبرز توجيهات واضحة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بضرورة بلوغ الاكتفاء الذاتي، مشيرا إلى أن الإنتاج المرتقب للقمح الصلب سيكون حجر الزاوية في تقليص التبعية للخارج و دعم المخزون الوطني على مدى العامين القادمين.
و بموازاة الحديث عن القمح، أكد الوزير أن نتائج إنتاج الشعير تسير هي الأخرى في منحى تصاعدي، حيث سجل القطاع تقدما يتوقع أن يغطي جزءا معتبرا من الاستهلاك الوطني خلال السنة المقبلة، مضيفا أن المؤشرات الحالية تفوق ما تم تحقيقه في الموسم الماضي.
جنوب البلاد لم يكن بعيدا عن ديناميكية الإنتاج، إذ تحدث شرفة عن موسم وصفه بـ«المثمر» بالنسبة للحبوب في هذه الولايات، مع تسجيل متوسط مردودية تجاوز 55 قنطارا للهكتار الواحد، و بلوغ بعض المستثمرات سقف 80 قنطارا للهكتار، ما يبرز حسب الوزير نجاح الاستصلاح الفلاحي في المناطق الصحراوية.
و في إطار توسيع القاعدة الزراعية، تطرق الوزير إلى زراعة الكولزا التي تغطي حاليا 21 ألف هكتار عبر التراب الوطني، معتبرا إياها زراعة صناعية ضرورية لدعم إنتاج زيت المائدة بفضل وحدات التحويل المحلية التي أصبحت جاهزة لمعالجة المحصول الوطني.
و لم يخف شرفة رهانه على زراعة فول الصويا التي خاضت الجزائر أول تجربة لها على مساحة 100 هكتار، موضحا أن هذه الزراعة تعتبر موردا مزدوجا، إذ تستخدم لإنتاج الزيوت و صناعة أعلاف الماشية على حد سواء، بما يقلل من فاتورة الاستيراد و يدعم الأعلاف المحلية.
من جهة أخرى، كشف الوزير عن شروع مصالحه في عملية تطهير واسعة للعقار الفلاحي، استنادا إلى تعليمة وزارية مشتركة بين وزارات الفلاحة والمالية والداخلية، بهدف تسوية أكثر من 90 ملفا عالقا ظل يعرقل توسع بعض المشاريع و المستثمرات لسنوات.
و اختتم شرفة جولته في الشلف بزيارة عدد من المستثمرات الفلاحية و وحدة تابعة لمؤسسة «فريغوميديت» المتخصصة في التبريد، حيث شدد على أن الفلاح هو حجر الأساس في تنمية القطاع، مؤكدا التزام الإدارة بمرافقته و تقديم كل أشكال التسهيل و الإرشاد لإنجاح البرامج المسطرة.