سبعة و عشرون سنة تمرعلى اغتيال أيقونة الفن القبائلي معطوب الوناس

تمر اليوم الذكرى السابع و العشرون لرحيل الفنان القبائلي الرمز "معطوب الوناس" الذي اغتيل في العام 1998 وهو في طريقه إلى بيته في حاجز بالقرب من منزله بأعالي جرجرة بمدينة تيزي وزو، تاركا وراءه إرثا فنيا وثقافيا وفكريا لا يزال راسخا الى اليوم في أذهان الجزائريين.
يعد معطوب الوناس أحد عمالقة الفن القبائلي بالجزائر , الذي جمع بين الغناء والنضال ضد الفساد والدكتاتورية، والتطرف الديني والقمع الثقافي واللغوي، فنان لامست اغانيه الجراح والآلام فغنى عن الحب والغرام وألف أغان ستبقى خالدة مهما عبر الزمن، مثل أغنية “جميلة” التي تحدث فيها عن العلاقة التي كانت تربطه بزوجته الأولى جميلة خلال سبع سنوات وثم عن مرارة الحياة التي خلفها الفراق. وغنى عن الثورة التحريرية والأوجاع التي خلفتها للعائلات وأولاد الشهداء.
و يعتبر من أوائل المطربين الجزائرين المدافعين عن الهوية والثقافة الأمازيغية والتي كتب عنها عديد الاغاني والأشعار فصار من رواد الاغنية الامازيغية دون منازع.
كان خبر اغتيال معطوب فاجعة في قلوب الجزائريين، حيث خرج الآلاف من المواطنين في عدة قرى ومدن جزائرية خاصة في منطقة القبائل، كتيزي وزو وبجاية والبويرة، للتنديد بعملية الاغتيال، بل وحاول بعضهم البحث عن منفذ الجريمة لكن باءت محاولتهم بالفشل.
حمل الراحل أهات الجزائر عامة ومنطقة القبائل وأحلام شبابها خاصة، فكان قدوة لدى الكثير من الجزائريين، فلم يمتنعوا في الدفاع عن أفكاره وشجعوه الى اخر لحظة من حياته، بل ومزال الى اليوم معطوب الوناس رمز من رموز النضال والدفاع عن الوطن والحرية فافكاره ومبادئه حية لم ولن تموت.
ولد معطوب وترعرع وسط عائلة بسيطة بقرية تاوريرت موسى بمدينة تيزي وزو، وكان يعتاد على سماع والدته وهي تؤدي أجمل الاغاني القبائلية التراثية, بدأ مشواره الفني بحفلات في قريته وبعض أرجاء الوطن وكان متأثرا بشكل كبير بالشيخ الحسناوي ومحمد العنقى ،ثم انتقل إلى باريس وتعرف على الفنان القبائلي الكبير الراحل إيدير أين ساعده في تأليف ألبومه الأول ليشق طريقه نحو النجومية.
ذاع صيت معطوب لوناس في جميع دول شمال أفريقيا وأوروبا و الولايات المتحدة وكندا حيث أقام عدة حفلات غنائية هناك. واحيا شهيد جرجرة العديد من الحفلات في اشهر القاعات الفرنسية على غرار”الاولمبيا”، و”الزينيت” كما تحصل على عدة جوائز من بينها جائزة “الذاكرة” في أواخر 1994 بفرنسا.
تعرض معطوب الوناس الى ضغوطات كثيرة من طرف المتطرفين خلال الفترة السوداء التي عانت من ويلاتها الجزائر في التسعينيات، بسبب مواقفه واغانيه الرافضة للتطرف والعنف الى ان أغتيل على يد أعداء السلم والحرية تاركا وراءه إرثا موسيقيا وفنيا ثريا، ليصبح أيقونة ومنارة للأجيال الصاعدة التي لا تزال تتبنى أفكاره وتغني أغانيه الى يومنا هذا.