الجزائر من نيويورك: مؤتمر حل الدولتين نقطة انطلاق حاسمة لمسار جدي نحو إقامة الدولة الفلسطينية

في جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت أمس الاثنين 30 جوان في نيويورك، دعا مندوب الجزائر الدائم المساعد لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، إلى استئناف مسار "جاد وجدي" لتحقيق حل الدولتين الذي يقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة و عاصمتها القدس الشريف.
و أكد الدبلوماسي الجزائري، خلال مداخلته في الاجتماع الشهري المخصص للحديث عن "الوضع في الشرق الأوسط و القضية الفلسطينية"، أن الحل العادل للقضية الفلسطينية يمثل ضرورة ملحة، لا تقتصر فقط على تمكين الفلسطينيين من حقوقهم غير القابلة للتصرف، بل تعد أيضا ركيزة أساسية لحماية النظام الدولي و قواعد القانون الدولي.
و قال العيد كودري: "لا بد لنا جميعا من الاعتراف بذلك و العمل على تحقيقه، و ليكن مؤتمر حل الدولتين الذي تأجل بسبب العدوان الصهيوني على إيران، بداية فعلية لتحرك دولي جاد يعيد الأمل لشعب فلسطين".
كما تطرق المندوب الجزائري إلى التجاوزات القانونية التي يشهدها الشرق الأوسط نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أن هذه الممارسات تمثل "تجاهلاً صارخاً للقانون الدولي، حيث يطبق المحتل سياسة القوة التي تخالف قواعد القانون و تحول المنطقة إلى ساحة للصراع المفتوح".
و أشار العيد كودري، إلى أن الاحتلال الصهيوني يشكل العقبة الأكبر أمام السلام، حيث يواصل تحديه لقرارات مجلس الأمن، و لا سيما القرار رقم 2334 الذي يؤكد على عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما عرض المندوب تفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، موضحا أن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل 56,531 شخصا و إصابة 133,642 آخرين، مشددا على أن هذه الأرقام تمثل أرواحا و أحلاما بريئة دُمرت بأسلحة لا تميز بين مدنيين، أطفال و مقاتلين.
و في إشارة إلى تقاعس مجلس الأمن، انتقد العيد كودري صدور قرارات غير مُنفذة على أرض الواقع، داعيا المجلس إلى تحمل مسؤولياته كاملة لضمان تنفيذ القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
من جهته، تحدث نائب المنسق السياسي لبعثة الجزائر الدائمة بالأمم المتحدة، أحمد صحراوي، بعد تصويت المجلس على تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة لفض الاشتباك في الشرق الأوسط، حيث أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يخفي أطماعه، مؤكدا استمرار توسع تدخلاته داخل الأراضي السورية، و تحديدا في مناطق حوض اليرموك و جبل الشيخ، متجاوزا مناطق الفصل المتفق عليها.
و أبدى صحراوي أسفه لما وصفه بـ"الشلل" الذي يصيب مجلس الأمن في مواجهة الانتهاكات المستمرة من قبل الاحتلال، مشيرا إلى عجز المجلس عن اعتماد إجراءات فعالة و ردع تلك الخروقات رغم الحاجة الملحة لذلك.
كما استعرض التقرير الأممي الخاص بالنصف الأول من العام الجاري، الذي وثق انتهاكات خطيرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن الجزائر صوتت لصالح تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة انطلاقا من إيمانها بدور هذه القوة في حفظ السلام و الاستقرار في المنطقة، و رغبتها في منع تفاقم الأوضاع الأمنية الهشة.
و رغم الموافقة على القرار، شدد صحراوي على أن النص لم يلقَ الاعتراف الكامل بالانتهاكات اليومية التي تتعرض لها الأراضي السورية على يد قوات الاحتلال، بما في ذلك عمليات القتل و الاختطاف و تدمير الممتلكات، مشيرا إلى أن هذه الانتهاكات تم توثيقها في تقرير الأمين العام لكنها لم تُدرج في القرار المعتمد.
و اختتم المندوب الجزائري بتأكيد موقف بلاده الثابت من أن هضبة الجولان المحتلة هي جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، و أن أي وجود للاحتلال أو أي محاولة لتغيير الوضع القانوني لهذه المنطقة يعتبر لاغيا و باطلا و لا يحمل أي أثر قانوني، داعيا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة و أن تركز قراراته و تدخلاته على تحقيق العدالة و منع الإفلات من العقاب.