ختام ندوة تقييم الموسم الدراسي: وزارة التربية تؤكد المضي في الرقمنة وإدماج الأساتذة المتعاقدين

أنهت وزارة التربية الوطنية مؤخرا، أشغال الندوة الوطنية لتقييم الموسم الدراسي و التحضير للدخول المدرسي القادم، تحت إشراف الوزير محمد صغير سعداوي، بمقر الوزارة، بحضور إطارات الإدارة المركزية و مديري التربية و مديري المؤسسات التربوية.
و شكلت الندوة، التي امتدت يومي 2 و 3 جويلية الجاري، مساحة تقييم موسعة للحصيلة التربوية و التنظيمية والإدارية للسنة الدراسية 2024-2025، و ورشة إعداد مبكر و منظم للدخول المدرسي 2025-2026، حيث توزعت أعمال المشاركين على خمس ورشات ركزت على مختلف الملفات ذات الصلة بالتمدرس و تسيير القطاع.
في الورشة الأولى، ناقش المشاركون كيفية تطوير نظام تقييم مكتسبات التلاميذ و تجديد آليات تنظيم الامتحانات المدرسية الوطنية، إلى جانب دعم التعليم الهجين الموجه للتلاميذ المرضى بالمستشفيات، بما يضمن استمرار تحصيلهم الدراسي في ظروف مناسبة، كما تم التطرق إلى سبل تجويد عمليات التوجيه المدرسي.
أما الورشة الثانية، فتناولت قضايا الهياكل و المنشآت، حيث تم تقييم وضعية المشاريع الاستثمارية الجاري إنجازها، و متابعة الوضعيات المالية و تسوية المستحقات العالقة للمؤسسات التربوية، إلى جانب بحث حلول لمعالجة مشكل الاكتظاظ في المناطق التي تعاني من ضغط كبير على الأقسام، مع التوجه نحو تجهيز المدارس الابتدائية بالألواح الإلكترونية، في دعم لعملية استعمال الوسائل الرقمية في التعليم.
في الورشة الثالثة، تم التطرق إلى ملف التأطير البيداغوجي و الإداري و التوظيف، حيث ناقشت اللجنة ضبط مدونة المناصب المالية لسنة 2025، و متابعة عملية تعيين خريجي المدارس العليا للأساتذة، و تنظيم الحركة التنقلية للأساتذة داخل و خارج الولايات، فضلا عن الإعداد لإدماج الأساتذة المتعاقدين و تحضير مخططات التكوين الولائية لتأطير الموسم الدراسي المقبل بكفاءة.
بينما خصصت الورشة الرابعة لتعزيز الأنشطة العلمية و الثقافية و الرياضية داخل المؤسسات التربوية، مع التركيز على تحسين خدمات النقل و الإطعام المدرسي، و ضمان الكتاب المدرسي و المنح المدرسية، فضلا عن برمجة حملات تحسيسية مكثفة للوقاية من آفة المخدرات، و تقوية جسور التواصل مع أولياء التلاميذ.
أما الورشة الخامسة، فسلطت الضوء على تطوير أنظمة الرقمنة بالقطاع، حيث جرى بحث رقمنة تسيير الامتحانات و التسجيلات، و تفعيل النظام الرقمي للموارد البشرية و التسيير المالي، إلى جانب رقمنة نشاط التفتيش و دفتر النصوص و التقييم، مع التأكيد على ضرورة دعم الأمن السيبراني و استحداث هياكل رقمية متخصصة تواكب التحولات التكنولوجية.
في ختام الندوة، أمر الوزير بتسريع استكمال عملية إدماج الأساتذة المتعاقدين الذين كانوا قيد الخدمة إلى غاية 23 مارس 2025، و البالغ عددهم 82,410 أستاذ، وفق المرسوم التنفيذي 25-152، إضافة إلى إعداد قوائم دقيقة للاحتياجات حسب الأولويات المحلية بالمناطق التي تعرف ضغطا على الهياكل، و إدراجها ضمن برنامج الدعم الاستثنائي.
كما وجه سعداوي تعليمات بتكثيف الزيارات الميدانية لمعاينة ظروف التمدرس النظافة الإطعام في المؤسسات التربوية، و معالجة أي اختلالات قد تؤثر على الأداء التربوي، مع الإعداد الجيد للبطولة الوطنية للرياضة المدرسية المقررة بوهران.
أخيرا، أكد وزير التربية في ختام كلمته أن الوزارة ملتزمة بتحويل مخرجات هذه الندوة إلى واقع عملي، في إطار مقاربة تشاركية تضمن الصرامة و المتابعة و حسن تنفيذ البرامج، تحضيرا لدخول مدرسي قادم يكون في مستوى تطلعات الأسرة التربوية.