تنظيم ندوة حول الحضور الإيطالي في المخيال الثقافي الجزائري ” سيلا 2022″
نظمت امس الثلاثاء بالجزائر العاصمة ندوة حول الحضور الإيطالي في المخيال الثقافي الجزائري من خلال اللغة والأدب والسينما والمسرح, في إطار فعاليات صالون الجزائر الدولي ال25 للكتاب.وألقت في هذا الإطار أستاذة اللغة الإيطالية بجامعة الجزائر 2، سعاد خلوياتي، مداخلة عادت فيها إلى تدريس هذه اللغة وخصوصا في أقسام الماستر والدكتوراه، موضحة أن تدريسها "يتعلق أيضا بتلقين الفن والثقافة الإيطالية بشكل عام، مع التركيز على الأعمال التي تربط بين الجزائر وإيطاليا".وسلطت من جهتها الكاتبة الصحفية مريم قماش الضوء على روايتها "زيلدا" الصادرة في 2021 عن دار القصبة والتي تتناول إيطاليا في جزء منها قائلة أنها "تأثرت كثيرا بالثقافة الإيطالية بعد أن قضت أسبوعا بباليرمو بجزيرة صقلية في 2019 وخصوصا "التشابه الكبير الموجود بين الجزيرة والجزائر من حيث العمارة والطبخ والطقس (..) وهو ما انعكس على عملها".
وتطرقت مليكة شيتور داودي إلى روايتها الأولى والوحيدة "لا كافرادو" (2021) التي تدور أيضا في جزء منها بإيطاليا من خلال "قصة امرأة شابة تهاجر من صقلية إلى الجزائر العاصمة في 1862، ومختلف العلاقات الإنسانية التي تجمع بين أبطالها بغض النظر عن جنسهم وعرقهم وخلفياتهم الثقافية".
وتحدثت من جهتها الشاعرة أمينة مكاحلي عن ديوانها الشعري "الحصى الصغيرة للصمت" الذي ترجم للإيطالية في 2022، مشيرة في سياق كلامها إلى أن "تأثرها بالفن والثقافة الإيطالية كان دائما كبيرا" لافتة إلى أن مجموعتها الأولى "الفيلة لا تموت من النسيان" (2018) كان فيها "إشارة" إلى إيطاليا.
وأما في الفن السابع فقد اعتبر الكاتب والباحث في السينما الجزائرية، جمال محمدي، أن الجزائر "لم تستفد إطلاقا من التجربة الإيطالية في إقامة صناعة سينمائية وطنية لها خصوصيات، سواء على المستوى الفني أو الاقتصادي، رغم تصوير عدة أفلام إيطالية في شكل إنتاج مشترك منذ الستينيات".
ولفت من جهته الصحفي المهتم بالفن السابع عبد الكريم تازاروت إلى أن أول تعاون بين الجزائريين والإيطاليين كان "من خلال المنتج ياسف سعدي" ومؤسسته الخاصة للانتاج "قصبة فيلم" حيث تجل هذا التعاون بقوة في فيلم "معركة الجزائر" (1966) للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو، مضيفا أنه "إلى غاية نهاية الثمانينيات فإن أغلب الذاكرة الفيلمية للجزائر كانت موجودة بإيطاليا".المدير السابق لمتحف السينما الجزائري، سليم آقار، أوضح بدوره أن "أكثر من 8 أفلام إيطالية صورت بالجزائر من 1964وإلى غاية 2012 أبرزها معركة الجزائر".وأما مسرحيا فقد عاد المتدخلان، الأكاديمي والناقد المسرحي حميد علاوي والأكاديمي مالك عقون إلى الأعمال العالمية لكل من الروائي والكاتب المسرحي الإيطالي لويجي بيرانديللو (نوبل للآداب 1934) ومواطنه كارلو غولدوني، على غرار "أرلوكان، خادم السيدين" و"الجرة"، والتأثر "الكبير" للمسرحيين الجزائريين بها وفي عكس قضاياهم من خلالها.وتستمر فعاليات صالون الجزائر الدولي ال25 للكتاب, الذي يحتضن إيطاليا كضيف شرف, إلى غاية 1 أبريل المقبل.و.ا.ج