ويتقفى هذا العمل المسرحي الجديد، وهو من إنتاج "جمعية النسور" للمسرح بتندوف بالشراكة مع المسرح الوطني الجزائري، يوميات امرأة تدعى "مانيا" وهي شابة من الغجر تزوجت بعد علاقة حب قوية مع شاب من المدينة وتقبل العيش معه بعيدا عن بيئتها الأولى، ولكن ورغم تضحياتها وبسبب تأخرها في الإنجاب يتسرب الشك إلى نفسه بفعل الإشاعات التي يطلقها أفراد من المجتمع عليها فيتوجس من تصرفاتها رغم حبه الشديد لها ويصبح يشك في سلوكها ويتهمها بالخيانة مع رجل آخر.
وتبرز اللوحات المسرحية المتعاقبة على مدار ساعة من الزمن الركحي أجواء مشحونة بالشك المتصاعد بين الزوجين التي تغذيها آراء الناس حول هذه المرأة الجميلة التي رسم حولها هؤلاء هالة من الشك والريبة تطعن في شرفها ما دفع بزوجها إلى الشك في كونها تخونه رغم انعدام الدليل ومعاملتها بسلبية ما أدخلها في دوامة من الحزن والتمزق لأنه يعشقها ولا يريد ان يفقدها.
تغوص الشخصيتان اللتان تحركا النص وهما الممثلان مخناش أسماء وبن حديد إدريس في واقع مزدحم بالشك والريبة يجمع بين زوجين رغم علاقة الحب الكبيرة بينهما ويتسلل الغير ليشوهها بالخيانة المزعومة ليحتدم الصراع بين الشخصيتين فتطفوا تفاصيل العلاقة المسكونة باللهفة والبوح والتفاعل التي تنساب لتشكل تجربة إنسانية فريدة وتتوالى الأحداث وتتصاعد حيث يشك الزوج في خيانة زوجته التي تدافع عن نفسها حيث يشك ذات يوم بوجود عشيقها المتوارى داخل الصندوق الخشبي بغرفتها لكنها تمنعه من فتحه.
أبدع الثنائي في ختام العرض الذي ينتهي بلوحة رمزية توحي بالأسئلة حول مصير الزوجة الذي يبقى مبهما حيث تتمدد المرأة في إحالة الى موتها على يد زوجها الذي يقوم بعدها بفتح الصندوق الخشبي ليجده فارغا إلا من ثيابها وبعض ذكرياتها وبالتالي لا أثر للخيانة لكن بعد أن يكون قد نفذ جريمته في حق زوجته البريئة التي تعود بعدها لتتحرك على الركح في إشارة شديدة على براءتها من تهمة الخيانة.
و ا ج