و عادت الملحمة التاريخية "الخالدون" بالجمهور الحاضر إلى المسار الثوري لوطن "رفض دائما الخضوع للأطماع و نجح في كل الظروف في انتزاع حريته و استقلاله"، حسب ما أفاد به مؤلف هذا العمل سعيد بولمرقة الذي أوضح بأن هذه الملحمة هي إنتاج فني موجه خصيصا لإحياء الذكرى الستين للاستقلال و تهدف إلى تذكير الأجيال الصاعدة بعقبرية و قوة الأجداد.
ففي 45 لوحة، عادت الملحمة إلى الحروب البونيقية ثم عهدي ماسينيسا و يوغورطا اللذين دافعا على شرف وطنهما قبل أن تتطرق إلى الفتوحات الإسلامية على يد عقبة بن نافع و التعايش بين الأمازيغ و المسلمين على نفس الأرض النوميدية.
كما تناولت الملحمة الفترة العثمانية من خلال وصول بربروس و غزو القراصنة حتى سنة 1827 ثم حادثة المروحة و جيش نابوليون و سقوط مدينة الجزائر و مبايعة الأمير عبد القادر و انتصاراته قبل أن تعرج على مقاومة مدينة قسنطينة و الكفاح الذي خاضه الشيخ المقراني و الشيخ الحداد و مقاومة مختار آغ أمود بمنطقة التوارق.
و أبرزت الملحمة كذلك بسالة و مقاومات النساء الجزائريات من خلال قيم الوطنية التي تحلت بها لالة فاطمة نسومر و الكفاح البطولي للأختين مريم و فضيلة سعدان و مريم بوعتورة اللواتي ضحين بحياتهن فداء للوطن.
كما لم يغفل هذا العمل الفني الملحمي تأثير جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقيادة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس و تضحيات محمد بوراس مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية ثم مجازر 8 ماي 1945 و اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر 1954 و أحداث 20 أوت 1955و 1956.
و ا ج