ويتطرق هذا العمل الصادر مؤخرا باللغة العربية في 365 صفحة, الى طفولة الكاتب بإحدى القرى الجبلية الريفية المحيطة بمدينة شرشال بتيبازة, بمنطقة "وادي عيزر", مقدما لوحة مصغرة عن الجزائر في السنوات الأخيرة للثورة والأيام الأولى للاستقلال ومتطرقا عبرها الى أهم محطات حياته والذكريات التي بقيت راسخة في ذهنه.
يعود ساري في بداية عمله إلى طفولته التعيسة بقريته الريفية إبان الثورة وتهجيره وعائلته منها من طرف المستعمر الفرنسي الذي قنبل قريتهم ذات شتاء بالنابالم وأجبر ساكنيها على الهروب, شيوخا وأطفالا ورضعا ونساء, قاطعين "وادي عيزر" مرعوبين في عز جريانه العنيف, معتبرا أن تلك الأحداث المأساوية هي أكبر ما بقي راسخا في ذهنه من السنوات الأخيرة للثورة.
يصف ساري ذاك العبور الرهيب فيقول على لسان أمه: "إنه أرعب عبور لوادي عيزر عشته في حياتي, أبدا لم أحس بهلع يماثل هلع ذلك اليوم, انتابني رعب من أن تجرفني المياه الموحلة ولكن رعبي انصب خاصة على مصير أخيك الصغير رشيد الذي كنت أحمله على ظهري, أظن جازمة أنه لفظ أنفاسه الأخيرة مع صقيع برد ذلك العبور".
و ا ج