و نجح هذا المطرب الذي يعتبر علامة فارقة في هذا اللون الغنائي الشهير ب "الشعبي" بفضل صوته العذب و اناقته كما ساهمت ايضا نصوص محبوب باتي (1919-2000) احد كبار الموسيقى الجزائرية في جعله من ابرز الفنانين الذين اخرجوا هذا اللون الغنائي الذين كان حبيس عالم الاعراس العائلية الى المنصات و الفضاءات الفنية في الجزائر و خارجها حيث تمكن من فرض حضوره.
و لد الهاشمي قروابي في الجزائر العاصمة في 6 يناير 1938 و التحق بأوبرا الجزائر في سن ال15 بعد ان قضى بعض الاعوام في ممارسة رياضة كرة القدم في فريق حييه، قبل ان يكتشف الجمهور صوته العذب و حضوره المميز في المسرح. و مع السنوات الاولى لاسترجاع الاستقلال و بعد ظهوره في فرقة الحاج امحمد العنقاء سنة 1963 تمكن الفنان من اقناع جمهور تلك الفترة الذي كان ميالا للموسيقى الشرقية و الغربية من استلطاف هذا اللون الشعبي الذي عشقه فيما بعد.
و ساهم الموسيقي و الشاعر محبوب باتي في الدفع به الى مقدمة المشهد الغنائي الجزائري باغاني من نوع المنوعات مثل "البارح"و "الورقة" و "الماضي "و كذا "الو الو" و الى جانب مسايرته للتيار العصري السائد انذاك و فرضه لأسلوبه الخاص و العزف على الماندول الغيتارة ابدى الهاشمي قروابي انجذابا نحو السينما و المسرح، كما تالق باغاني خالدة في نوع لقصيد على غرار "الحراز" و "يوم الخميس" و ايضا "قرصاني ايغنم" ليصبح فعلا سليل كبار هذا اللون الغنائي من أمثال الحاج مريزق و محمد زربوط.
لقد استطاع قروابي الذي لم يلقن فنه بطريقة تقليدية من التاثير في الكثير من الفنانين الشباب الذين تبنوا أسلوبه و اداءه على غرار عبد الرزاق قنيف و سيد علي لقام و عثمان رويبي و سيد علي دريس و كذاالشيخ دريدي الى جانب عدد كبير من المغنيين الذين يستلهمون اداءه و اسلوبه من تسجيلاته عن طريق الانترنيت.
و كان الراحل قد اكد في اخر حفل له في 2005 رفضه "نسيان او عزل الشعبي" اطلاقا حرصا منه على النقل و البحث على الخلف لمواصلة و استمرار هذا الطبع الغنائي الذين له عشاق في كل انحاء الوطن و خارجه.
و ا ج