في رسالة بمناسبة اليوم الوطني للإمام, قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية والاوقاف, يوسف بلمهدي خلال اشرافه على احياء هذا اليوم بولاية بسكرة, قال رئيس الجمهورية أن "الجزائر الجديدة التي استكملت بناء مؤسساتها، لا تزال في حاجة إلى جميع أبنائها كل من موقعه، من أجل مواجهة التحديات الوطنية والدولية الحاضرة والمستقبلية، وهو ما يدعونا إلى ضرورة بذل مزيد من الجهد والعمل لتنشئة بناتنا وأبنائنا على قيم الخير والنفع والتفاني في خدمة الوطن، والتسلح بالعلم والمعرفة،والأخذ بأسباب التطور والرقي".
وأعرب الرئيس تبون عن يقينه "أن أسرة المساجد ستساهم بقوة بما توفر الدولة لها من إمكانات ورعاية وعناية، في النهوض بمستوى أداء أفراد الأمة، وفاء لعهد الشهداء الأبرار والمجاهدين الأبطال".
وأضاف رئيس الجمهورية, "إنه ليوم مبارك تجتمعون فيه لإحياء اليوم الوطني للإمام، الذي اعتمدناه تكريما لمقام الإمام ومكانته، وعرفانا من الدولة بقيمة الإمام في منظومتها الاجتماعية، وتاريخها المشرق، فهو الذي أؤتمن على تدين الناس وسلوكهم، وهو الذي حمى - مع المخلصين من أبنائها - قيم الأمة من محاولات المسخ والتشويه، ووقف - بالأمس - مع كل أبناء المجتمع, مجاهدا يذود عن حياضها، ويقف - اليوم - مدافعا عن الوسطية والاعتدال، متصديا لكل فكر دخيل يشوه صورتها الناصعة, وهو في هذا وذاك يصطف مع أبناء أمته ليساهم في بناء الوطن ونمائه".
ان ترسيم يوم الإمام --يضيف رئيس الجمهورية-- "هو عنوان لمعاني العرفان والأصالة والوفاء, واقترانه بوفاة أحد أئمة الجزائر الأعلام، الذين تستلهم من حياتهم الحافلة العامرة العبر وتؤخذ منها الأسوة والعظات، الشيخ سيدي محمد بلكبير رحمه الله تعالى .. هو عنوان اعتراف بالفضل لأهله، فلقد كان الشيخ سيدي محمد بلكبير رحمه الله، امتدادا لسلسلة السند العلمي الشريف, الذي تطرز بأمثال ساداتنا, الأمير عبد القادر، وأحمد التجاني، وسيدي أبي مدين الغوث، والمغيلي، والأخضري، وعبد الرحمان الثعالبي، وابن باديس، واطفيش، والمقري، وغيرهم من الأئمة الأعلام الذين تزخر بهم صفحات التاريخ العلمي والثقافي في الجزائر، وفي كثير من البلاد الإسلامية التي امتدت اليها أفضالهم العلمية".
"إن التقدير الذي يحظى به هؤلاء الأئمة الأعلام، ومن ورث علمهم الشريف في مختلف ربوع الوطن، هو تأكيد لتمسك الشعب الجزائري الأبي بمرجعيته الدينية الوطنية، وتعلقه بخدمة من يخدم المساجد والمدارس القرآنية والزوايا والكتاتيب وحواضر العلم، انطلاقا من بيوت الله التي أخذت على عاتقها الوفاء الكامل لعهد الفاتحين، وتعيش ذكراهم كلما سنحت فرصة أو مناسبة، وما الوقوف اليوم في هذه الرحاب الطاهرة التي تحتضن ضريح الصحابي الجليل سيدنا عقبة بن نافع الفهري رضي عنه، إلا دليل وفاء، ينبئ أن نسبنا العلمي والروحي به لم ينقطع، وأن هذه الأرض كما احتضنت جثمانه الطاهر، ستظل وفية لرسالة ديننا الإسلامي الحنيف، الذي اختلجت بنوره صدور آبائنا، فامنوا به, بل أشربت قلوبهم حبه، كيف لا وقد أخمد عنهم الأحقاد والعصبيات، وأذهب عنهم داء الفرقة والشتات، وجمعهم على كلمة الخير والصلاح، ثم إنهم لم يضئوا به على الناس، فحملوا رايته بعد ذلك عن يقين راسخ يبغون به الهداية للعالمين، واسألوا تاريخنا المجيد يحدثكم عن القائد الكبير طارق بن زياد كيف سرى، وعن العالم المصلح عبد الكريم المغيلي كيف دجا، وأمثالهم كثير", يضيف رئيس الجمهورية في رسالته.
وواصل الرئيس تبون قائلا: "لقد شاءت حكمة الله تعالى أن تنزل بوطننا في هذا العام أحداث وملمات، لكن إيماننا العميق بالله تعالى، وصدقنا في التوجه إليه سبحانه, مكننا من تجاوز تلك المحن والابتلاءات، حيث تسلح المجتمع كله بروح التضامن والإخاء، فأسهم تكافلنا الراقي في تجاوز أوقات صعاب، وزاد الأمة تلاحما وتراحما.. ولم تثن تلك الظروف العصيبة بلدنا من إحياء الذكرى الستين لاسترجاع سيادته الوطنية، وهي فرصة سانحة لتذكير أطياف المجتمع قاطبة والشباب منهم خاصة، بتضحيات الآباء والأجداد وبطولات الشهداء والمجاهدين، وكان ذلك الاستعراض الكبير الذي شهدته الجزائر في الخامس من جويلية الفارط، صورة لروعة الجلال الذي يسكن هذا الوطن، فقد تابع الجزائريون ما وصل إليه جيشنا الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، في تلك الصورة القوية التي تشهد أن الجزائر المسالمة الداعمة للسلم والحوار في كل مكان، الواقفة مع القضايا العادلة في العالم أجمع، تملك من قوة الدفاع والردع ما يحفظ أمنها واستقرارها".
و أ ج