واستنادا لعدد من المراجع في المجال فإن إرث شخصية "القديس أوغستين" المتراوح بين الفلسفة والدين والبلاغة وما جاءت به كتاباته من رؤى فلسفية تبرز حقيقة الزمن والخلود وكذا اعترافاته، كلها عوامل جعلته "أحد حلقات الموروث الفكري والثقافي لمنطقة طاغست وأحد أعلام الفكر والفلسفة والدين".
فالقديس أوغستين الذي ولد بطاغست (سوق أهراس) مثله مثل أبوليوس المادوري صاحب رواية "الحمار الذهبي" وشهاب الدين التيفاشي وغيرهم من أعلام منطقة سوق أهراس، يشكلون حلقات متتالية في تاريخ الجهة.
واستنادا للدكتورة ويزة قلاز أستاذة باحثة بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بالجزائر العاصمة فإن "عائلة أوغستين كانت من البرجوازية المحلية ووالده باتريسبوس ضابطا في الجيش وكان يتمنى أن يرى ابنه في مقام مهم في الإدارة الإمبراطورية ووالدته مونيك امرأة تقية وحازمة متمسكة بتقاليد التربية الأمازيغية كانت تتمنى أن يسير ابنها على خطاها الدينية".
ويعتبر أوغستينوس من أهم المراجع الأفلاطونية المعترف بها عالميا ومن أهم أفكاره أنه "يوجد الله فوق كل البشر وفي أعماقهم، كما كان يتحدث عن الذاكرة والذكاء والإرادة والبداية والامتنان لله وهو يؤكد على القدرة التي يمنحها العقل للاقتراب من حقيقة الأشياء", وفق الدكتورة قلاز التي تعد أيضا باحثة وخبيرة في التراث لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو).
و ا ج