تُوّج الفيلم الجزائري “فرانز فانون” ، للمخرج الجزائري عبد النور زحزاح ،بجائزة لجنة التحكيم في الدورة 14 لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، ليحظى بذلك بإشادة كبيرة في مجال السينما الأفريقية ، و ذلك لتناوله حياة المفكر والمناضل الجزائري فرانز فانون، قدّم قصة استثنائية تعكس نضال الشعوب الأفريقية ضد الاستعمار وتأثير الفكر الفانوني في التاريخ.
و على حساب وزارة الثقافة و الفنون الجزائرية الرسمي ، هنأ "زهير بللو" وزير الثقافة والفنون ، بأسمى عبارات التهنئة والتبريكات للمخرج الجزائري "عبد النور زحزاح" وكل فريق العمل، بمناسبة تتويج فيلم "فرانز فانون"، والذي يدخل ضمن سلسلة الأفلام المدعمة من طرف وزارة الثقافة والفنون، و الذي يعتبر إنتاج مشترك مدعم بين المركز الجزائري لتطوير السينما و مؤسسة الإنتاج السينمائي "أطلس فيلم للإعلام.
و للتذكير ، سبق للفيلم المشاركة في مهرجان “برلين الدولي” كعرض شرفي أول الطبعة السابقة، كما تم عرض الفيلم كعرض شرفي أول في الجزائر بقاعة “ابن زيدون”، من تنظيم المركز الجزائري لتطوير السينما في 29 أكتوبر 2024.
كما يتم عرضه و توزيعه حاليا عبر قاعات السينما بالجزائر بمعدل ثلاث عروض في الأسبوع.
للإشارة ، يعتبر مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية من أبرز الفعاليات السينمائية في قارة أفريقيا، ويعُقد سنويًا في مدينة الأقصر المصرية، حيث يسعى إلى تسليط الضوء على أعمال السينما الأفريقية وتقديم منصة للمبدعين والمخرجين في القارة. تأسس المهرجان عام 2012، ومنذ ذلك الحين أصبح واحدًا من أهم المهرجانات التي تحتفي بالسينما الأفريقية بمختلف أنواعها، سواء كانت روائية أو وثائقية، كما يهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأفريقية
ويتناول هذا الفيلم، الذي هو إنتاج مشترك جزائري فرنسي، جزءا من حياة ومسار هذا المناضل ضد الاستعمار الفرنسي أثناء فترة إقامته كطبيب نفسي بمستشفى البليدة من 1953 وإلى غاية 1956، مع التركيز خصوصا على أفكاره السياسية والفلسفية المعادية للعنصرية والكولونيالية وكذا أساليبه العلاجية.
وجاء هذا العمل في شكل سيرة ذاتية تبرز جوانب من حياة وعمل ونضال الطبيب النفسي والفيلسوف الاجتماعي المارتينيكي المولد فرانتز فانون (1925- 1961)، في الفترة الممتدة ما بين 1953 و1956، وهي فترة التحاقه بمنصب رئيس قسم بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة (الذي يحمل حاليا اسمه) وهذا إلى غاية التحاقه بالثورة التحريرية.
وشارك في هذا الفيلم، الذي انطلق تصويره في 2022، فنانون من الجزائر وخارجها أبرزهم الممثل الفرنسي من أصل هاييتي ألكسندر دوزان في دور شخصية الطبيب فرانتز فانون، وقد تم تصوير العمل بمستشفى فرانتز فانون بالبليدة، فضلا عن تصوير مشاهد بمتحف فرانتز فانون الكائن بنفس المستشفى والذي كان المنزل الوظيفي لفانون وعائلته خلال فترة عمله بالمستشفى.
ويظهر هذا الإنتاج الفني أيضا، جوانب من حياة فانون الشخصية، بما في ذلك علاقته مع زوجته جوزي، التي كانت داعمة له في عمله ونضاله ، بالإضافة إلى التحديات التي واجهها فانون في سعيه لتحقيق تغيير حقيقي في المجتمع. وبرأي النقاد، نجح الفيلم في إبراز مقاومة الجزائريين للاستعمار وهم يرزحون تحته.