بعد أسبوع من التذبذب الحاد في أسواق الأسهم الأمريكية، تراجعت وول ستريت بشكل حاد يوم أمس الجمعة 31 جانفي، متأثرة بإعلان البيت الأبيض عن تطبيق التعريفات الجمركية الجديدة اعتبارا من اليوم السبت 1 فيفري، وهو ما أحدث صدمة في الأسواق التي كانت تتطلع إلى استقرار أكبر. تزامن هذا التراجع مع مخاوف متزايدة بشأن آثار هذه السياسة التجارية على الاقتصاد الأمريكي والعالمي في العام المقبل.
كان مؤشر "داو جونز" الصناعي الأكثر تضررا، حيث فقد أكثر من 330 نقطة، ما يعادل 0.8% من قيمته، بسبب تراجع أسهم الشركات الكبرى مثل "شيفرون" التي تعرضت لانخفاض كبير بنسبة 4% بعد نتائج مالية مخيبة للآمال.
ومع خسائر الأسهم الكبرى، تبعت المؤشرات الأخرى الاتجاه ذاته: انخفض "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.5% و"ناسداك" بنسبة 0.3%. إلا أن أبرز الأحداث كانت تلك التي تتعلق بالتعريفات الجمركية، التي أصبح من الواضح أن تأثيراتها قد تكون أكثر حدة. فتزايدت هذه الإضطرابات بعد أن أعلنت كارولين ليفات، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، عن بدء تنفيذ الرسوم الجمركية التي سيفرضها الرئيس دونالد ترامب بنسبة 25% على المنتجات القادمة من كندا والمكسيك و10% على الصين.
إلى جانب الضغوط التي فرضتها الأخبار التجارية، كان أداء "أبل" أحد العوامل التي عكست حالة من الارتباك. على الرغم من أن الشركة سجلت أرباحا تجاوزت التوقعات في الربع الأول من العام المالي، إلا أن تراجع مبيعات جهاز "آيفون" أدى إلى تذبذب في سعر السهم. ورغم زيادة عائدات الخدمات التي قدمتها الشركة، إلا أن الارتفاع في قيمة أسهمها لم يكن كافيا لمواجهة الانخفاضات العامة في السوق.
كما أن تحركات الأسهم التكنولوجية كانت محط أنظار المستثمرين خلال الأسبوع، خاصة بعد الانخفاض الكبير في أسهم شركات التكنولوجيا يوم الإثنين نتيجة التقارير حول شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. مما جعل المتداولين يعيدون حساباتهم بشأن توقعات النمو في هذا القطاع. من جانبه بدأ البنتاغون في حظر "ديب سيك DeepSeek"، بينما حظرته البحرية الأميركية الأسبوع الماضي.
بالنسبة للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية حول نفقات الاستهلاك الشخصي، أظهرت ارتفاعا بنسبة 0.3% في ديسمبر الماضي، ما أدى إلى رفع المعدل السنوي إلى 2.6%. هذا الرقم، رغم كونه ضمن التوقعات، أثار قلقا من استمرار التضخم في الارتفاع رغم الجهود المستمرة للحد منه.
بذلك، أغلقت أسواق وول ستريت يوم أمس الجمعة على تراجع، حيث أثرت الأخبار التجارية السلبية والتوقعات الاقتصادية المستقبلية على قرارات المستثمرين، ليظل القلق مستمرا في الأسواق الأمريكية في ظل هذه الظروف الغير مستقرة.