بعد “جن جن” ميناء عنابة يعزز أداءه بنظام العمل المستمر

يشهد ميناء عنابة تحسنا ملحوظا في الأداء بفضل اعتماد نظام العمل المستمر على مدار الساعة، ما أسهم في تقليص مدة رسو السفن و تسريع عمليات معالجة البضائع، وفق ما صرح به المدير العام للمؤسسة، علي بولعراس، اليوم 4 مارس لوكالة الأنباء الجزائرية. و يأتي هذا الإجراء ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى تحديث الموانئ الجزائرية و تحسين مردوديتها التشغيلية، حيث بدأ ميناء جن جن أيضا في تطبيق النظام ذاته لتعزيز فعاليته.
منذ الشروع في تنفيذ هذا النظام، تراجعت مدة انتظار السفن في ميناء عنابة من أكثر من ستة أسابيع إلى أسبوعين فقط، بينما تقلصت مدة معالجة البضائع من أسبوعين إلى يومين، بفضل تعزيز الموارد البشرية و تزويد الميناء بتجهيزات جديدة، من بينها أجهزة سكانير حديثة لمعالجة الحاويات و رافعات ضخمة لضمان مرونة أكبر في عمليات الشحن و التفريغ، حسب ما أكده المدير العام للميناء.
في إطار تنفيذ تعليمات السلطات العليا للبلاد بضرورة تحسين أداء الموانئ الجزائرية، اعتمدت إدارة ميناء عنابة سلسلة من التدابير العملية، شملت توظيف 100 عون جديد في مختلف أقسام الميناء مع إخضاعهم لتكوين متخصص لضمان استمرارية الخدمة على مدار الساعة. كما تم ضبط برنامج خاص لمناوبة الإطارات و المسؤولين داخل الميناء، بهدف تسهيل عمليات الإشراف و اتخاذ القرارات الميدانية دون تأخير.
إضافة إلى ذلك، استفاد الميناء من برنامج دعم لوجيستيكي يشمل اقتناء تجهيزات رقابية متطورة، من بينها جهازي سكانير لمراقبة و معالجة الحاويات، ينتظر استلامهما خلال السداسي الأول من 2025. كما أطلقت أشغال تهيئة واسعة، شملت تنظيف المرافق، و صيانة الطرقات و الإنارة داخل الميناء، بالإضافة إلى استغلال المساحات غير المستغلة، حيث يرتقب استرجاع أكثر من ستة هكتارات لتعزيز قدرات استقبال و تخزين البضائع.
تماشيا مع هذه الديناميكية الجديدة، شرع ميناء جن جن أيضا في تطبيق نظام العمل المستمر، عبر استئجار معدات جديدة و توظيف عمال إضافيين، مع إمكانية تعزيز الطاقم لاحقا لضمان انسيابية العمليات، وفق ما أكده مسعود قيدري، المكلف بالمديرية العامة بالنيابة للميناء.
و في هذا السياق، تعمل السلطات على تسريع رقمنة المعاملات داخل الموانئ الجزائرية، من خلال التشغيل المشترك للمنصات الرقمية بين مجمع "سيربور" و المديرية العامة للجمارك، بهدف تسريع عمليات نقل البضائع و تسهيل إجراءات العبور الجمركي، مما يعزز من كفاءة الأداء العام للموانئ الجزائرية و يحسن موقعها ضمن منظومة التجارة البحرية الدولية.